Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 82-82)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سمى معنى القول ومؤداه بالقول ، وهو ما وعدوا من قيام الساعة والعذاب ، ووقوعه حصوله . والمراد مشارفة الساعة وظهور أشراطها وحين لا تنفع التوبة . ودابة الأرض الجساسة . جاء في الحديث 802 أنَّ طولَها ستونَ ذراعاً ، لا يدركُها طالبٌ ، ولا يفوتُها هاربٌ . وروي لها أربعٌ قوائمٌ وزغبٌ وريشٌ وجناحان وعن ابن جريج في وصفها رأس ثور ، وعين خنزير ، وأذن فيل ، وقرن إبل ، وعنق نعامة ، وصدر أسد ، ولون نمر ، وخاصرة هرّ ، وذنب كبش ، وخف بعير . وما بين المفصلين اثنا عشر ذراعاً بذراع آدم عليه السلام . وروي لا تخرج إلا رأسها ، ورأسها يبلغ أعنان السماء ، أو يبلغ السحاب . وعن أبي هريرة فيها من كل لون ، وما بين قرنيها فرسخ للراكب . وعن الحسن رضي الله عنه لا يتم خروجها إلا بعد ثلاثة أيام . وعن علي رضي الله عنه أنها تخرج ثلاثة أيام ، والناس ينظرون فلا يخرج إلا ثلثها . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل 803 من أين تخرج الدابة ؟ فقال " من أعظم المساجدِ حرمةً على اللَّهِ " يعني المسجد الحرام . وروي 804 أنها تخرج ثلاث خرجات تخرج بأقصى اليمن ثم تتمكن ، ثم تخرج بالبادية ثم تتكمن دهراً طويلاً ، فبينا الناس في أعظم المساجد حرمة وأكرمها على الله ، فما يهولهم إلا خروجها من بين الركن حذاء دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد ، فقوم يهربون وقوم يقفون نظارة . وقيل تخرج من الصفا فتكلمهم بالعربية بلسان ذلق فتقول { أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِئَايَـٰتِنَا لاَ يُوقِنُونَ } يعني أن الناس كانوا لا يوقنون بخروجي لأنّ خروجها من الآيات ، وتقول ألا لعنة الله على الظالمين . وعن السدي تكلمهم ببطلان الأديان كلها سوى دين الإسلام . وعن ابن عمرو رضي الله عنه تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه ، ثم تستقبل المشرق ، ثم الشام ثم اليمن فتفعل مثل ذلك . وروي تخرج من أجياد . وروي 805 بينا عيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون ، إذ تضطرب الأرض تحتهم حتىٰ تحرك القنديل ، وينشق الصفا مما يلي المسعى ، فتخرج الدابة من الصفا ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتضرب المؤمن في مسجده ، أو فيما بين عينيه بعصا موسى عليه السلام ، فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه أو فتترك وجهه كأنه كوكب درّي ، وتكتب بين عينيه مؤمن وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه ، فتفشو النكتة حتى يسودّ لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر . وروي 806 فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم ، ثم تقول لهم يا فلان ، أنت من أهل الجنة . ويا فلان ، أنت من أهل النار . وقرىء « تكلمهم » من الكلم وهو الجرح . والمراد به الوسم بالعصا والخاتم . ويجوز أن يكون تكلمهم من الكلم أيضاً ، على معنى التكثير . يقال فلان مكلم ، أي مجرّح . ويجوز أن يستدل بالتخفيف على أنّ المراد بالتكليم التجريح ، كما فسر لنحرقنه ، بقراءة عليّ رضي الله عنه لنحرقنه ، وأن يستدل بقراءة أبيّ تنبئهم . وبقراءة ابن مسعود تكلمهم بأنّ الناس ، على أنه من الكلام . والقراءة بإن مكسورة حكاية لقول الدابة ، إما لأنّ الكلام بمعنى القول . أو بإضمار القول ، أي تقول الدابة ذلك . أو هي حكاية لقوله تعالى عند ذلك . فإن قلت إذا كانت حكاية لقول الدابة فكيف تقول بآياتنا قلت قولها حكاية لقول الله تعالى . أو على معنى بآيات ربنا . أو لاختصاصها بالله وأثرتها عنده ، وأنها من خواص خلقه أضافت آيات الله إلى نفسها ، كما يقول بعض خاصة الملك خيلنا وبلادنا ، وإنما هي خيل مولاه وبلاده . ومن قرأ بالفتح فعلى حذف الجار ، أي تكلمهم بأن .