Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 84-85)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الواو للحال ، كأنه قال أكذبتم بها باديء الرأي من غير فكر ولا نظر يؤدي إلى إحاطة العلم بكنهها ، وأنها حقيقة بالتصديق أو بالتكذيب . أو للعطف ، أي أجحدتموها ومع جحودكم لم تلقوا أذهانكم لتحققها وتبصرها فإن المكتوب إليه قد يجحد أن يكون الكتاب من عند من كتبه ، ولا يدع مع ذلك أن يقرأ ويتفهم مضامينه ويحيط بمعانيه { أمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } بها للتبكيت لا غير . وذلك أنهم لم يعملوا إلا التكذيب ، فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا قد صدّقنا بها وليس إلا التصديق بها أو التكذيب . ومثاله أن تقول لراعيك - وقد عرفته رويعي سوء - أتأكل نعمي ، أم ماذا تعمل بها ؟ فتجعل ما تبتدىء به وتجعله أصل كلامك وأساسه هو الذي صحّ عندك من أكله وفساده ، وترمي بقولك أم ماذا تعمل بها ، مع علمك أنه لا يعمل بها إلا الأكل لتبهته وتعلمه علمك بأنه لا يجيء منه إلا أكلها ، وأنه لا يقدر أن يدعي الحفظ والإصلاح لما شهر من خلاف ذلك . أو أراد أما كان لكم عمل في الدنيا إلا الكفر والتكذيب بآيات الله ، أم ماذا كنتم تعملون من غير ذلك ؟ يعني أنه لم يكن لهم عمل غيره ، كأنهم لم يخلقوا إلا للكفر والمعصية ، وإنما خلقوا للإيمان والطاعة يخاطبون بهذا قبل كبهم في النار ثم يكبون فيها ، وذلك قوله { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } يريد أن العذاب الموعود يغشاهم بسبب ظلمهم ، وهو التكذيب بآيات الله ، فيشغلهم عن النطق والاعتذار ، كقوله تعالى { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } المرسلات 35 .