Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 8-8)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَنَ } هي المفسرة لأنّ النداء فيه معنى القول . والمعنى قيل له بورك فإن قلت هل يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة وتقديره نودي بأنه بورك . والضمير ضمير الشأن ؟ قلت لا ، لأنه لا بدّ من « قد » . فإن قلت فعلى إضمارها ؟ قلت لا يصح لأنها علامة لا تحذف . ومعنى { بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا } بورك من في مكان النار ، ومن حول مكانها . ومكانها البقعة التي حصلت فيها وهي البقعة المباركة المذكورة في قوله تعالى { نُودِىَ مِن شَاطِىء ٱلْوَادِى ٱلأَيْمَنِ فِى ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ } القصص 30 وتدل عليه قراءة أبيّ . « تباركت الأرض ومن حولها » . وعنه « بوركت النار » والذي بوركت له البقعة ، وبورك من فيها وحواليها حدوث أمر ديني فيها وهو تكليم الله موسى واستنباؤه له وإظهار المعجزات عليه وربّ خير يتجدّد في بعض البقاع ، فينشر الله بركة ذلك الخير في أقاصيها ، ويبث آثار يمنه في أباعدها ، فكيف بمثل ذلك الأمر العظيم الذي جرى في تلك البقعة . وقيل المراد بالمبارك فيهم موسى والملائكة الحاضرون . والظاهر أنه عامّ في كل من كان في تلك الأرض وفي تلك الوادي وحواليهما من أرض الشام ، ولقد جعل الله أرض الشام بالبركات موسومة في قوله { وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ } الأنبياء 71 وحقت أن تكون كذلك ، فهي مبعث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومهبط الوحي إليهم وكفاتهم أحياء وأمواتاً . فإن قلت فما معنى ابتداء خطاب الله موسى بذلك عند مجيئه ؟ قلت هي بشارة له بأنه قد قضى بأمر عظيم تنتشر منه في أرض الشام كلها البركة { وَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } تعجيب لموسى عليه السلام من ذلك ، وإيذان بأنّ ذلك الأمر مريده ومكوّنه رب العالمين ، تنبيهاً على أن الكائن من جلائل الأمور وعظائم الشؤون .