Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 33-34)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقال ردأته أعنته . والردء اسم ما يعان به ، فعل بمعنى مفعول كما أن الدفء اسم لما يدفأ به . قال سلامة بن جندل @ وَرِدْئي كُلُّ أبْيَضَ مَشْرَفِيٍّ شَحِيذِ الْحَدِّ عَضْبٍ ذِي فُلُولِ @@ وقرىء « رداً » على التخفيف ، كما قرىء « الخب » { رِدْءاً يُصَدّقُنِى } بالرفع والجزم صفة وجواب ، ونحو { وَلِيّاً يَرِثُنِى } سواء . فإن قلت تصديق أخيه ما الفائدة فيه ؟ قلت ليس الغرض بتصديقه أن يقول له صدقت ، أو يقول للناس صدق موسى ، وإنما هو أن يلخص بلسانه الحق ، ويبسط القول فيه ، ويجادل به الكفار ، كما يفعل الرجل المنطيق ذو العارضة ، فذلك جار مجرى التصديق المفيد ، كما يصدّق القول بالبرهان . ألا ترى إلى قوله « وَأَخِى هَـرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنّى لِسَاناً فَأَرْسِلْهِ مَعِىَ » ، وفضل الفصاحة إنما يحتاج إليه لذلك ، لا لقوله صدقت ، فإنّ سحبان وباقلا يستويان فيه ، أو يصل جناح كلامه بالبيان ، حتى يصدّقه الذي يخاف تكذيبه ، فأسند التصديق إلى هرون ، لأنه السبب فيه إسناداً مجازياً . ومعنى الإسناد المجازي أن التصديق حقيقة في المصدّق ، فإسناده إليه حقيقة وليس في السبب تصديق ، ولكن استعير له الإسناد لأنه لابس التصديق بالتسبب كما لابسه الفاعل بالمباشرة . والدليل على هذا الوجه قوله { إِنّى أَخَافُ أَن يُكَذّبُونِ } وقراءة من قرأ « ردءا يصدقوني » . وفيها تقوية للقراءة بجزم يصدقني .