Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 37-37)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول { رَّبّىۤ أَعْلَمُ } منكم بحال من أهله الله للفلاح الأعظم ، حيث جعله نبياً وبعثه بالهدى ، ووعده حسن العقبى يعني نفسه ، ولو كان كما تزعمون كاذباً ساحراً مفترياً لما أهله لذلك ، لأنه غني حكيم لا يرسل الكاذبين ، ولا ينبىء الساحرين ، ولا يفلح عنده الظالمون . و { عَـٰقِبَةُ ٱلدَّارِ } هي العاقبة المحمودة . والدليل عليه قوله تعالى { أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ } الرعد 22 - 23وقوله { وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّـٰرُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } الرعد 42 والمراد بالدار الدنيا ، وعاقبتها وعقباها أن يختم للعبد بالرحمة والرضوان وتلقي الملائكة بالبشرى عند الموت . فإن قلت العاقبة المحمودة والمذمومة كلتاهما يصح أن تسمى عاقبة الدار لأنّ الدنيا إمّا أن تكون خاتمتها بخير أو بشر ، فلم اختصت خاتمتها بالخير بهذه التسمية دون خاتمتها بالشر ؟ قلت قد وضع الله سبحانه الدنيا مجازاً إلى الآخرة وأراد بعباده أن لا يعملوا فيها إلا الخير ، وما خلقهم إلا لأجله ليتلقوا خاتمة الخير وعاقبة الصدق ، ومن عمل فيها خلاف ما وضعها الله فقد حرف فإذاً عاقبتها الأصلية هي عاقبة الخير . وأما عاقبة السوء فلا اعتداد بها لأنها من نتائج تحريف الفجار . وقرأ ابن كثير « قال موسى » بغير واو ، على ما في مصاحف أهل مكة ، وهي قراءة حسنة لأنّ الموضع موضع سؤال وبحث عما أجابهم به موسى عليه السلام عند تسميتهم مثل تلك الآيات الباهرة سحراً مفترى . ووجه الأخرى أنهم قالوا ذلك . وقال موسى عليه السلام هذا ، ليوازن الناظر بين القول والمقول ، ويتبصر فساد أحدهما وصحة الآخر @ وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأشْيَاءُ @@ وقرىء « تكون » ، بالياء والتاء .