Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 48-48)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا جَاءهُمُ ٱلْحَقُّ } وهو الرسول المصدق بالكتاب المعجز مع سائر المعجزات وقطعت معاذيرهم وسدّ طريق احتجاجهم { قَالُواْ لَوْلا أُوتِىَ مِثْلَ مَا أُوتِىَ مُوسَىٰ } من الكتاب المنزل جملة واحدة ، ومن قلب العصا حية وفلق البحر وغيرهما من الآيات فجاءوا بالاقتراحات المبنية على التعنت والعناد ، كما قالوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ، وما أشبه ذلك { أَوَ لَمْ يَكْفُرُواْ } يعني أبناء جنسهم ومن مذهبهم مذهبهم وعنادهم عنادهم ، وهم الكفرة في زمن موسى عليه السلام { بِمَا أُوتِىَ مُوسَىٰ } وعن الحسن رحمه الله قد كان للعرب أصل في أيام موسى عليه السلام ، فمعناه على هذا أو لم يكفر آباؤهم { قَالُواْ } في موسى وهرون { سِحْرَانِ تَظَـٰهَرَا } أي تعاونا . وقرىء « إظهاراً » على الإدغام . وسحران . بمعنى ذوا سحر . أو جعلوهما سحرين مبالغة في وصفهما بالسحر . أو أرادوا نوعان من السحر { بِكُلٍّ } بكل واحد منهما . فإن قلت بم علقت قوله من قبل في هذا التفسير ؟ قلت بـ أولم يكفروا ، ولي أن أعلقه بأوتي ، فينقلب المعنى إلى أن أهل مكة الذين قالوا هذه المقالة كما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فقد كفروا بموسى عليه السلام وبالتوراة ، وقالوا في موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ساحران تظاهرا . أو في الكتابين سحران تظاهرا وذلك حين بعثوا الرهط إلى رؤساء اليهود بالمدينة يسألونهم عن محمد صلى الله عليه وسلم ، فأخبرهم أنه نعته وصفته ، وأنه في كتابهم ، فرجع الرهط إلى قريش فأخبروهم بقول اليهود ، فقالوا عند ذلك ساحران تظاهرا .