Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 5-6)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قلت علام عطف قوله { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ } وعطفه على { نتلو } و { يَسْتَضْعِفُ } غير سديد ؟ قلت هي جملة معطوفة على قوله { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى ٱلأَرْضِ } لأنها نظيرة « تلك » في وقوعها تفسيراً لنبأ موسى وفرعون ، واقتصاصاً له . { وَنُرِيدُ } حكاية حال ماضية . ويجوز أن يكون حالاً من يستضعف ، أي يستضعفهم فرعون ، ونحن نريد أن نمنّ عليهم . فإن قلت كيف يجتمع استضعافهم وإرادة الله المنة عليهم ؟ وإذا أراد الله شيئاً كان ولم يتوقف إلى وقت آخر ، قلت لما كانت منة الله بخلاصهم من فرعون قريبة الوقوع ، جعلت إرادة وقوعها كأنها مقارنة لاستضعافهم { أَئِمَّةً } مقدّمين في الدين والدنيا ، يطأ الناس أعقابهم . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قادة يقتدى بهم في الخير . وعن مجاهد رضي الله عنه دعاة إلى الخير ، وعن قتادة رضي الله عنه ولاة ، كقوله تعالى { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } المائدة 20 . { ٱلْوٰرِثِينَ } يرثون فرعون وقومه ملكهم وكل ما كان لهم . مكن له إذا جعل له مكاناً يقعد عليه أو يرقد ، فوطأه ومهده ونظيره أرّض له . ومعنى التمكين لهم في الأرض وهي أرض مصر والشام أن يجعلها بحيث لا تنبو بهم ولا تغث عليهم كما كانت في أيام الجبابرة ، وينفذ أمرهم ، ويطلق أيديهم ويسلطهم . وقرىء « ويرى فرعون وهامان وجنودهما » ، أي يرون { مّنْهُمْ مَّا } حذروه من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم .