Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 28-30)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلُوطاً } معطوف على إبراهيم ، أو على ما عطف عليه . و { ٱلْفَـٰحِشَةَ } الفعلة البالغة في القبح . و { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّن ٱلْعَـٰلَمِينَ } جملة مستأنفة مقررة لفحاشة تلك الفعلة ، كأن قائلاً قال لم كانت فاحشة ؟ فقيل له لأن أحداً قبلهم لم يقدم عليها اشمئزازاً منها في طباعهم لإفراط قبحها ، حتى أقدم عليها قوم لوط لخبث طينتهم وقذر طباعهم . قالوا لم ينزُ ذكر على ذكر قبل قوم لوط قط . وقريء إنكم ، بغير استفهام في الأوّل دون الثاني قال أبو عبيدة وجدته في الإمام بحرف واحد بغير ياء ، ورأيت الثاني بحرفين الياء والنون وقطع السبيل عمل قطاع الطريق ، من قتل الأنفس وأخذ الأموال . وقيل اعتراضهم السابلة بالفاحشة . وعن الحسن قطع النسل بإتيان ما ليس بحرث . و { ٱلْمُنْكَرَ } عن ابن عباس رضي الله عنهما هو الخذف بالحصى ، والرمي بالبنادق ، والفرقعة ، ومضغ العلك ، والسواك بين الناس ، وحل الأزرار ، والسباب ، والفحش في المزاح . وعن عائشة رضي الله عنها كانوا يتحابقون وقيل السخرية بمن مرَّ بهم . وقيل المجاهرة في ناديهم بذلك العمل ، وكل معصية فإظهارها أقبح من سترها ، ولذلك جاء من خرق جلباب الحياء فلا غيبة له . ولا يقال للمجلس ناد ، إلا ما دام فيه أهله ، فإذا قاموا عنه لم يبق نادياً { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } فيما تعدناه من نزول العذاب . كانوا يفسدون الناس بحملهم على ما كانوا عليه من المعاصي والفواحش طوعاً وكرهاً ولأنهم ابتدعوا الفاحشة وسنوها فيمن بعدهم ، وقال الله تعالى { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَـٰهُمْ عَذَابًا فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } النحل 88 فأراد لوط عليه السلام أن يشتد غضب الله عليهم ، فذكر لذلك صفة المفسدين في دعائه .