Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 4-4)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَن يَسْبِقُونَا } أي يفوتونا ، يعني أنّ الجزاء يلحقهم لا محالة ، وهم لم يطمعوا في الفوت ، ولم يحدّثوا به نفوسهم ، ولكنهم لغفلتهم وقلة فكرهم في العاقبة وإصرارهم على المعاصي في صورة من يقدر ذلك ويطمع فيه . ونظيره { وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى ٱلأرْضِ } العنكبوت 22 ، { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } الأنفال 59 . فإن قلت أين مفعولا « حسب » ؟ قلت اشتمال صلة أن على مسند ومسند إليه سدّ مسدّ المفعولين كقوله تعالى { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } البقرة 214 ويجوز أن يضمن حسب معنى قدر وأم منقطعة . ومعنى الإضراب فيها أن هذا الحسبان أبطل من الحسبان الأوّل ، لأن ذاك يقدر أنه لا يمتحن لإيمانه ، وهذا يظن أنه لا يجازى بمساويه { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } بئس الذي يحكمونه حكمهم هذا . أو بئس حكماً يحكمونه حكمهم هذا ، فحذف المخصوص بالذم .