Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 105-107)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ } وهم اليهود والنصارى { مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ } الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة وهي كلمة الحق . وقيل هم مبتدعو هذه الأمة ، وهم المشبهة والمجبرة والحشوية وأشباههم { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ } نصب بالظرف وهو لهم ، أو بإضمار اذكر ، وقرىء « تبيض وتسود » ، بكسر حرف المضارعة . « وتبياض وتسوادّ » . والبياض من النور ، والسواد من الظلمة ، فمن كان من أهل نور الحق وسم ببياض اللون وإسفاره وإشراقه ، وابيضت صحيفته وأشرقت . وسعى النور بين يديه وبيمينه . ومن كان من أهل ظلمة الباطل وسم بسواد اللون وكسوفه وكمده ، واسوّدتْ صحيفته وأظلمت ، وأحاطت به الظلمة من كل جانب . نعوذ بالله وبسعة رحمته من ظلمات الباطل وأهله { أَكْفَرْتُمْ } فيقال لهم أكفرتم ، والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم . والظاهر أنهم أهل الكتاب . وكفرهم بعد الإيمان تكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اعترافهم به قبل مجيئه . وعن عطاء تبيض وجوه المهاجرين والأنصار وتسودّ وجوه بني قريظة والنضير . وقيل هم المرتدون . وقيل أهل البدع والأهواء ، وعن أبي أمامة 200 هم الخوارج ، ولما رآهم على درج دمشق دمعت عيناه ثم قال كلاب النار هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء . وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء ، فقال له أبو غالب أشيء تقوله برأيك ، أم شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة . قال فما شأنك دمعت عيناك ، قال رحمة لهم ، كانوا من أهل الإسلام فكفروا . ثم قرأ هذه الآية ، ثم أخذ بيده فقال إن بأرضك منهم كثيراً . فأعاذك الله منهم . وقيل هم جميع الكفار لإعراضهم عما أوجبه الإقرار حين أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى { فَفِى رَحْمَةِ ٱللَّهِ } ففي نعمته وهي الثواب المخلد ، فإن قلت كيف موقع قوله { هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } بعد قوله { فَفِى رَحْمَةِ ٱللَّهِ } ؟ قلت موقع الاستئناف ، كأنه قيل كيف يكونون فيها ؟ فقيل هم فيها خالدون لا يظعنون عنها ولا يموتون .