Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 14-17)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ زُيّنَ لِلنَّاسِ } المزين هو الله سبحانه وتعالى للابتلاء ، كقوله { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلاْرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ } الكهف 7 ويدل عليه قراءة مجاهد « زَيَّنَ للناس » ، على تسمية الفاعل . وعن الحسن الشيطان . والله زينها لهم ، لأنا لا نعلم أحداً أذم لها من خالقها { حُبُّ ٱلشَّهَوٰتِ } جعل الأعيان التي ذكرها شهوات مبالغة في كونها مشتهاة محروصاً على الاستمتاع بها . والوجه أن يقصد تخسيسها فيسميها شهوات ، لأن الشهوة مسترذلة عند الحكماء مذموم من اتبعها شاهد على نفسه بالبهيمية ، وقال { زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوٰتِ } ثم جاء التفسير ، ليقرر أوّلا في النفوس أن المزين لهم حبه ما هو إلا شهوات لا غير ، ثم يفسره بهذه الأجناس ، فيكون أقوى لتخسيسها ، وأدلّ على ذم من يستعظمها ويتهالك عليها ويرجح طلبها على طلب ما عند الله . والقنطار المال الكثير . قيل ملء مسك ثور . وعن سعيد بن جبير مائة ألف دينار . ولقد جاء الإسلام يوم جاء وبمكة مائة رجل قد قنطروا . و { ٱلْمُقَنطَرَةِ } مبنية من لفظ القنطار للتوكيد كقولهم ألف مؤلفة ، وبدرة مبدرة . و { ٱلْمُسَوَّمَةِ } المعلمة ، من السومة وهي العلامة . أو المطهمة أو المرعية من أسام الدابة وسوّمها { وَٱلاْنْعَـٰمِ } الأزواج الثمانية { ذٰلِكَ } المذكور { مَّتَاعُ ٱلْحَيَوٰةِ } . { لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ عِندَ رَبّهِمْ جَنَّـٰتٌ } كلام مستأنف فيه دلالة على بيان ما هو خير من ذلكم ، كما تقول هل أدلك على رجل عالم ؟ عندي رجل صفته كيت وكيت . ويجوز أن يتعلق اللام بخير . واختص المتقين ، لأنهم هم المنتفعون به . وترتفع { جَنَّـٰتٌ } على هو جنات . وتنصره قراءة من قرأ « جنات » بالجرّ على البدل من خير { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } يثيب ويعاقب على الاستحقاق ، أو بصير بالذين اتقوا وبأحوالهم ، فلذلك أعدّ لهم الجنات . { ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } نصب على المدح ، أو رفع . ويجوز الجرّ صفة للمتقين أو للعباد . والواو المتوسطة بين الصفات للدلالة على كما لهم في كل واحدة منها . وقد مرّ الكلام في ذلك . وخص الأسحار لأنهم كانوا يقدّمون قيام الليل فيحسن طلب الحاجة بعده { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ يَرْفَعُهُ } فاطر 10 وعن الحسن كانوا يصلون في أوّل الليل حتى إذا كان السحر أخذوا في الدعاء والاستغفار ، هذا نهارهم ، وهذا ليلهم .