Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 188-188)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ تَحْسَبَنَّ } خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وأحد المفعولين { ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ } والثاني { بِمَفَازَةٍ } وقوله { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ } تأكيد تقديره لا تحسبنهم ، فلا تحسبنهم فائزين . وقرىء « لا تحسبن » . « فلا تحسبنهم » ، بضم الباء على خطاب المؤمنين « ولا يحسبن » . فلا « يحسبنهم » ، بالياء وفتح الباء فيهما ، على أنّ الفعل للرسول . وقرأ أبو عمرو بالياء وفتح الباء في الأوّل وضمها في الثاني ، على أن الفعل للذين يفرحون ، والمفعول الأوّل محذوف على لا يحسبنهم الذين يفرحون بمفازة ، بمعنى لا يحسبن أنفسهم الذين يفرحون فائزين ، وفلا يحسبنهم ، تأكيد . ومعنى { بِمَا أُوتُواْ } بما فعلوا . وأتى وجاء ، يستعملان بمعنى فعل قال الله تعالى { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } مريم 61 ، { لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } مريم 27 . ويدل عليه قراءة أبيّ « يفرحون بما فعلوا » . وقرىء « آتوا » ، بمعنى أعطوا . وعن علي رضي الله عنه « بما أوتوا » . ومعنى { بِمَفَازَةٍ مّنَ ٱلْعَذَابِ } بمنجاة منه . روي 235 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " سأل اليهود عن شيء مما في التوراة فكتموا الحق وأخبروه بخلافه ، وأروه أنهم قد صدقوه ، واستحمدوا إليه ، وفرحوا بما فعلوا فأطلع الله رسوله على ذلك وسلاه بما أنزل من وعيدهم " أي لا تحسبن اليهود الذين يفرحون بما فعلوا ـــ من تدليسهم عليك ويحبون أن تحمدهم بما لم يفعلوا من إخبارك بالصدق عما سألتهم عنه ـــ ناجين من العذاب . ومعنى { فرحين } بما أوتوه من علم التوراة . وقيل يفرحون بما فعلوا من كتمان نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا من اتباع دين إبراهيم حيث ادعوا أن إبراهيم كان على اليهودية وأنهم على دينه . وقيل هم قوم تخلفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قفل اعتذروا إليه بأنهم رأوا المصلحة في التخلف ، واستحمدوا إليه بترك الخروج . وقيل هم المنافقون يفرحون بما أتوا من إظهار الإيمان للمسلمين ومنافقتهم وتوصلهم بذلك إلى أغراضهم ، ويستحمدون إليهم بالإيمان الذي لم يفعلوه على الحقيقة لإبطانهم الكفر . ويجوز أن يكون شاملاً لكل من يأتي بحسنة فيفرح بها فرح إعجاب . ويحب أن يحمده الناس ويثنوا عليه بالديانة والزهد وبما ليس فيه .