Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 52-54)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا أَحَسَّ } فلما علم منهم { ٱلْكُفْرَ } علماً لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس . و { إِلَى ٱللَّهِ } من صلة أنصاري مضمناً معنى الإضافة ، كأنه قيل من الذين يضيفون أنفسهم إلى الله ، ينصرونني كما ينصرني ، أو يتعلق بمحذوف حالاً من الياء ، أي من أنصاري ، ذاهباً إلى الله ملتجئاً إليه { نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ } أي أنصار دينه ورسوله . وحواريّ الرجل صفوته وخالصته . ومنه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن قال @ فَقُلْ لِلَحوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنَا وَلاَ تَبْكِنَا إلاّ الْكِلاَبُ النَّوابِحُ @@ وفي وزنه الحوالي ، وهو الكثير الحيلة . وإنما طلبوا شهادته بإسلامهم تأكيداً لإيمانهم ، لأنّ الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم { مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ } مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم أو مع الذين يشهدون بالوحدانية . وقيل مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم شهداء على الناس { وَمَكَرُواْ } الواو لكفار بني إسرائيل الذين أحس منهم الكفر ، ومكرهم أنهم وكلوا به من يقتله غيلة { وَمَكَرَ ٱللَّهُ } أن رفع عيسى إلى السماء وألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ } أقواهم مكراً وأنفذهم كيداً وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعر المعاقب .