Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 64-68)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَٰۤـأهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ } قيل هم أهل الكتابين . وقيل وفد نجران . وقيل يهود المدينة { سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } مستوية بيننا وبينكم ، لا يختلف فيها القرآن والتوراة والإنجيل . وتفسير الكلمة قوله { أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مّن دُونِ ٱللَّهِ } يعني تعالوا إليها حتى لا نقول عزير ابن الله ، ولا المسيح ابن الله ، لأن كل واحد منهما بعضنا بشر مثلنا ، ولا نطيع أحبارنا فيما أحدثوا من التحريم والتحليل من غير رجوع إلى ما شرع الله ، كقوله تعالى { ٱتَّخَذُواْ أَحْبَـٰرَهُمْ وَرُهْبَـٰنَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـٰهاً وٰحِداً } التوبة 31 وعن عدي بن حاتم . 172 " ما كنا نعبدهم يا رسول الله ، قال أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم ؟ قال نعم . قال هو ذاك " ، وعن الفضيل لا أبالي أطعت مخلوقاً في معصية الخالق ، أو صليت لغير القبلة . وقرىء « كلمة » بسكون اللام . وقرأ الحسن « سواء » بالنصب بمعنى استوت استواء { فَإِن تَوَلَّوْاْ } عن التوحيد { فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } أي لزمتكم الحجة فوجب عليكم أن تعترفوا وتسلموا بأنا مسلمون دونكم ، كما يقول الغالب للمغلوب في جدال أو صراع أو غيرهما اعترف بأني أنا الغالب وسلم لي الغلبة . ويجوز أن يكون من باب التعريض ، ومعناه اشهدوا واعترفوا بأنكم كافرون حيث توليتم عن الحق بعد ظهوره . زعم كل فريق من اليهود والنصارى أن إبراهيم كان منهم ، وجادلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فيه فقيل لهم إن اليهودية إنما حدثت بعد نزول التوراة ، والنصرانية بعد نزول الإنجيل ، وبين إبراهيم وموسى ألف سنة ، وبينه وبين عيسى ألفان ، فكيف يكون إبراهيم على دين لم يحدث إلا بعد عهده بأزمنة متطاولة ؟ { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } حتى لا تجادلوا مثل هذا الجدال المحال { هَٰأَنتُمْ هَـٰؤلآءِ } ها للتنبيه ، وأنتم مبتدأ وهؤلاء خبره . و { حَـٰجَجْتُمْ } جملة مستأنفة مبينة للجملة الأولى ، يعني أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى وبيان حماقتكم وقلة عقولكم أنكم جادلتم { فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ } مما نطق به التوراة والإنجيل { فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } ولا ذكر له في كتابيكم من دين إبراهيم . وعن الأخفش ها أنتم هو آأنتم على الاستفهام . فقلبت الهمزة هاء . ومعنى الاستفهام التعجب من حماقتهم . وقيل { هَٰـؤُلآءِ } بمعنى اللذين و { حَـٰجَجْتُمْ } صلته { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } علم ما حاججتم فيه { وَأَنتُمْ } جاهلون به ثم أعلمهم بأنه بريء من دينكم وما كان إلا { حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } كما لم يكن منكم . أو أراد بالمشركين اليهود والنصارى لإشراكهم به عزيراً والمسيح { إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرٰهِيمَ } إن أخصهم به وأقربهم منه من الولي وهو القرب { لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ } في زمانه وبعده { وَهَـٰذَا ٱلنَّبِىُّ } خصوصاً { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } من أمته . وقرىء « وهذا النبيَّ » بالنصب عطفاً على الهاء في اتبعوه ، أي اتبعوه واتبعوا هذا النبي . وبالجر عطفاً على إبراهيم .