Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 84-85)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يخبر عن نفسه وعمن معه بالإيمان ، فلذلك وحد الضمير في { قُلْ } وجمع في { ءَامَنَّا } ويجوز أن يؤمر بأن يتكلم عن نفسه كما يتكلم الملوك إجلالاً من الله لقدر نبيه . فإن قلت لم عدّى أنزل في هذه الآية بحرف الاستعلاء ، وفيما تقدم من مثلها بحرف الانتهاء ؟ قلت لوجود المعنيين جميعاً ، لأن الوحي ينزل من فوق وينتهي إلى الرسل ، فجاء تارة بأحد المعنيين ، وأخرى بالآخر . ومن قال إنما قيل { عَلَيْنَا } لقوله { قُلْ } و { إِلَيْنَا } لقوله { قُولُوۤاْ } البقرة 136 تفرقة بين الرسل والمؤمنين ، لأن الرسول يأتيه الوحي على طريق الاستعلاء ، ويأتيهم على وجه الانتهاء ، فقد تعسف . ألا ترى إلى قوله { بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ } المائدة 68 ، { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ } النساء 105 وإلى قوله { ءامِنُواْ بِٱلَّذِى أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } . { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } موحدون مخلصون أنفسنا له لا نجعل له شريكاً في عبادتها ثم قال { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ } يعني التوحيد وإسلام الوجه لله تعالى { دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلاْخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } من الذين وقعوا في الخسران مطلقاً من غير تقييد للشياع . وقرىء « ومن يبتغ غير الإسلام » بالإدغام .