Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 6-7)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَعْدَ ٱللَّهِ } مصدر مؤكد ، كقولك لك عليّ ألف درهم عرفاً لأنّ معناه أعترف لك بها اعترافاً ، ووعد الله ذلك وعداً لأنّ ما سبقه في معنى وعد . ذمّهم الله عزّ وجل بأنهم عقلاء في أمور الدنيا ، بله في أمر الدين ، وذلك أنهم كانوا أصحاب تجارات ومكاسب . وعن الحسن . بلغ من حذق أحدهم أنه يأخذ الدرهم فينقره بأصبعه ، فيعلم أرديء أم جيد . وقوله { يَعْلَمُونَ } بدل من قوله { لاَ يَعْلَمُونَ } وفي هذا الإبدال من النكتة أنه أبدله منه ، وجعله بحيث يقوم مقامه ويسدّ مسدّه ، ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل ، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا . وقوله { ظٰهِراً مّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } يفيد أن للدنيا ظاهراً وباطناً ، فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها والتنعم بملاذها . وباطنها وحقيقتها أنها مجاز إلى الآخرة يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة . وفي تنكير الظاهر أنهم لا يعلمون إلا ظاهراً واحداً من جملة الظواهر . و « هم » الثانية يجوز أن يكون مبتدأ . و { غَـٰفِلُونَ } خبره ، والجملة خبر « هم » الأولى ، وأن يكون تكريراً للأولى ، وغافلون خبر الأولى . وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة ومقرّها ومعلمها ، وأنها منهم تنبع وإليهم ترجع .