Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 14-15)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي { حَمَلَتْهُ } تهن { وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ } كقولك رجع عوداً على بدء ، بمعنى يعود عوداً على بدء ، وهو في موضع الحال . والمعنى أنها تضعف ضعفاً فوق ضعف ، أي يتزايد ضعفها ويتضاعف لأنّ الحمل كلما ازداد وعظم ، ازدادت ثقلاً وضعفاً . وقرىء « وهنا على وهن » . بالتحريك عن أبي عمرو . يقال وهن يوهن . ووهن يهن وقرىء « وفصله » { أَنِ ٱشْكُرْ } تفسير لوصينا { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أراد بنفي العمل به نفيه ، أي لا تشرك بي ما ليس بشيء ، يريد الأصنام ، كقوله تعالى { مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَىْء } العنكبوت 42 . { مَّعْرُوفاً } صحابا ، أو مصاحباً معروفاً حسناً بخلق جميل وحلم واحتمال وبر وصلة ، وما يقتضيه الكرم والمروءة { وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ } يريد واتبع سبيل المؤمنين في دينك ولا تتبع سبيلهما فيه - وإن كنت مأموراً بحسن مصاحبتهما في الدنيا - ثم إليّ مرجعك ومرجعهما ، فأجازيك على إيمانك وأجازيهما على كفرهما ، علم بذلك حكم الدنيا وما يجب على الإنسان في صحبتهما ومعاشرتهما من مراعاة حق الأبوة وتعظيمه ، وما لهما من المواجب التي لا يسوغ الاخلال بها ، ثم بين حكمهما وحالهما في الآخرة . وروي أنها نزلت في سعد ابن أبي وقاص وأمّه . وفي القصة أنها مكثت ثلاثاً لا تطعم ولا تشرب حتى شجروا فاهاً بعود . وروي أنه قال لو كانت لها سبعون نفساً فخرجت ، لما ارتددت إلى الكفر . فإن قلت هذا الكلام كيف وقع في أثناء وصية لقمان ؟ قلت هو كلام اعترض به على سبيل الاستطراد ، تأكيداً لما في وصية لقمان من النهي عن الشرك . فإن قلت فقوله { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَٰلُهُ فِى عَامَيْنِ } كيف اعترض به بين المفسر والمفسر ؟ قلت لما وصى بالوالدين ذكر ما تكابده الأمّ وتعانيه من المشاق والمتاعب في حمله وفصاله هذه المدّة المتطاولة ، إيجاباً للتوصية بالوالدة خصوصاً . وتذكيراً بحقها العظيم مفرداً ، ومن ثمّ 854 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال له من أبر ؟ " أمّك ثم أمّك ثم أمّك " ثم قال بعد ذلك " ثم أباك " وعن بعض العرب أنه حمل أمه إلى الحج على ظهره وهو يقول في حدائه بنفسه @ أحْمِلُ أُمِّي وَهِيَ الْحَمَّالَهْ تُرْضِعُنِي الدُّرَّةَ وَالْعُلاَلَه ْوَلاَ يُجَازَى وَالِدٌ فَعَالَهْ @@ فإن قلت ما معنى توقيت الفصال بالعامين ؟ قلت المعنى في توقيته بهذه المدة أنها الغاية التي لا تتجاوز ، والأمر فيما دون العامين موكول إلى اجتهاد الأم إن علمت أنه يقوى على الفطام فلها أن تفطمه ، ويدل عليه قوله تعالى { وَٱلْوٰلِدٰتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ } البقرة 233 وبه استشهد الشافعي رضي الله عنه على أن مدة الرضاع سنتان ، لا تثبت حرمة الرضاع بعد انقضائهما ، وهو مذهب أبي يوسف ومحمد . وأما عند أبي حنيفة رضي الله عنه . فمدة الرضاع ثلاثون شهراً . وعن أبي حنيفة إن فطمته قبل العامين فاستغنى بالطعام ثم أرضعته ، لم يكن رضاعاً . وإن أكل أكلاً ضعيفاً لم يستغن به عن الرضاع ثم أرضعته ، فهو رضاع محرم .