Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 20-20)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ } الشمس والقمر والنجوم والسحاب وغير ذلك { وَمَا فِى ٱلأَرْضِ } البحار والأنهار والمعادن والدواب وما لا يحصى { وَأَسْبَغَ } وقرىء بالسين والصاد ، وهكذا كل سين اجتمع معه الغين والخاء والقاف ، تقول في سلخ ، صلخ ، وفي سقر صقر ، وفي سالغ صالغ وقرىء « نعمه » . « ونعمة » ، « ونعمته » . فإن قلت ما النعمة ؟ قلت كل نفع قصد به الإحسان ، والله تعالى خلق العالم كله نعمة لأنه إما حيوان ، وإما غير حيوان . فما ليس بحيوان نعمة على الحيوان ، والحيوان نعمة من حيث أنّ إيجاده حياً نعمة عليه . لأنه لولا إيجاده حياً لما صح منه الانتفاع ، وكل ما أدى إلى الانتفاع وصححه فهو نعمة . فإن قلت لم كان خلق العالم مقصوداً به الإحسان ؟ قلت لأنه لا يخلقه إلا لغرض ، وإلا كان عبثاً ، والعبث لا يجوز عليه ولا يجوز أن يكون لغرض راجع إليه من نفع لأنه غني غير محتاج إلى المنافع ، فلم يبق إلا أن يكون لغرض يرجع إلى الحيوان وهو نفعه . فإن قلت فما معنى الظاهرة والباطنة ؟ قلت الظاهرة كل ما يعلم بالمشاهدة ، والباطنة ما لا يعلم إلا بدليل ، أو لا يعلم أصلاً ، فكم في بدن الإنسان من نعمة لا يعلمها ولا يهتدي إلى العلم بها ، وقد أكثروا في ذلك فعن مجاهد الظاهرة ظهور الإسلام والنصرة على الأعداء ، والباطنة الأمداد من الملائكة . وعن الحسن رضي الله عنه الظاهرة الإسلام . والباطنة الستر . وعن الضحاك الظاهرة حسن الصورة ، وامتداد القامة . وتسوية الأعضاء . والباطنة المعرفة . وقيل الظاهرة البصر ، والسمع ، واللسان ، وسائر الجوارح الظاهرة . والباطنة القلب ، والعقل ، والفهم ، وما أشبه ذلك . ويروى في دعاء موسى عليه السلام إلهي ، دلني على أخفى نعمتك على عبادك فقال أخفى نعمتي عليهم النفس . ويروى أن أيسر ما يعذب به أهل النار الأخذ بالأنفاس .