Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 23-27)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نذر رجال من الصحابة أنهم إذا لقوا حرباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتوا وقاتلوا حتى يستشهدوا ، وهم عثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وحمزة ، ومصعب بن عمير ، وغيرهم ، رضي الله عنهم { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } يعني حمزة ومصعباً { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } يعني عثمان وطلحة . وفي الحديث 877 " من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة " فإن قلت ما قضاء النحب ؟ قلت وقع عبارة عن الموت لأنّ كل حي لا بدّ له من أن يموت . فكأنه نذرٌ لازم في رقبته ، فإذا مات فقد قضى نحبه ، أي نذره . وقوله { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } يحتمل موته شهيداً ، ويحتمل وفاءه بنذره من الثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن قلت فما حقيقة قوله { صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } ؟ قلت يقال صدقني أخوك وكذبني ، إذا قال لك الصدق والكذب . وأمّا المثل صدقني سنّ بكره . فمعناه صدقني في سن بكره ، بطرح الجار وإيصال الفعل ، فلا يخلو { مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } إما أن يكون بمنزلة السنّ في طرح الجار ، وإمّا أن يجعل المعاهد عليه مصدوقاً على المجاز ، كأنهم قالوا للمعاهد عليه سنفي بك ، وهم وافون به فقد صدقوه ، ولو كانوا ناكثين لكذبوه ولكان مكذوباً { وَمَا بَدَّلُواْ } العهد ولا غيروه ، لا المستشهد ولا من ينتظر الشهادة ، ولقد 878 ثبت طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد حتى أصيبت يده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أوجب طلحة " وفيه تعريض بمن بدلوا من أهل النفاق ومرض القلوب جعل المنافقون ، كأنهم قصدوا عاقبة السوء وأرادوها بتبديلهم ، كما قصد الصادقون عاقبة الصدق بوفائهم لأنّ كلا الفريقين مسوق إلى عاقبته من الثواب والعقاب ، فكأنهما استويا في طلبهما والسعي لتحصيلهما . ويعذبهم { إِن شَاء } إذا لم يتوبوا { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } إذا تابوا { وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الأحزاب { بِغَيْظِهِمْ } مغيظين ، كقوله { تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ } المؤمنون 20 . { لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً } غير ظافرين ، وهما حالان بتداخل أو تعاقب . ويجوز أن تكون الثانية بياناً للأولى أو استئنافاً { وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ } بالريح والملائكة { وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ } ظاهروا الأحزاب من أهل الكتاب { مِن صَيَاصِيهِمْ } من حصونهم . والصيصية ما تحصن به ، يقال لقرن الثور والظبي صيصية ، ولشوكة الديك ، وهي مخلبه التي في ساقه ، لأنه يتحصن بها . روي 880 أنّ جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم - صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب ورجع المسلمون إلى المدينة ووضعوا سلاحهم - على فرسه الحيزوم والغبار على وجه الفرس وعلى السرج ، فقال ما هَذَا يا جبريلُ ؟ قال من متابعة قريش فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن السرج ، فقال يا رسول الله ، إن الملائكة لم تضع السلاح ، إن اللَّهَ يأمرُكَ المسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم ، فإن الله داقهم دق البيض على الصفا ، وإنهم لكم طعمة فأذن في الناس أَنْ مَنْ كانَ سَامعاً مطيعاً فَلاَ يصلي العصرَ إلا في بني قريظةَ . فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزلون على حكمي ؟ فأبوا ، فقال على حكم سعد بن معاذ ؟ فرضوا به ، فقال سعد حكمت فيهم أن تقتل مقاتلهم وتسبي ذراريهم ونساؤهم ، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال " لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة " ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقاً . وقدمهم فضرب أعناقهم وهم من ثمانمائة إلى تسعمائة وقيل كانوا ستمائة مقاتل وسبعمائة أسير . وقرىء « الرعب » ، بسكون العين وضمها . وتأسرون ، بضم السين . وروي 881 أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عقارهم للمهاجرين دون الأنصار ، فقالت الأنصار في ذلك ، فقال « إنكم في منازلكم » ، وقال عمر رضي الله عنه أما تخمس كما خمست يوم بدر ؟ قال " لا ، إنما جعلت هذه لي طعمة دون الناس " قال رضينا بما صنع الله ورسوله { وَأَرْضاً لَّمْ } عن الحسن رضي الله عنه فارس والروم . وعن قتادة رضي الله عنه كنا نحدث أنها مكة . وعن مقاتل رضي الله عنه هي خيبر . وعن عكرمة كل أرض تفتح إلى يوم القيامة . ومن بدع التفاسير أنه أراد نساءهم .