Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 45-46)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ شَـٰهِداً } على من بعثت إليهم ، وعلى تكذيبهم وتصديقهم ، أي مقبولاً قولك عند الله لهم وعليهم ، كمل يقبل قول الشاهد العدل في الحكم . فإن قلت وكيف كان شاهداً وقت الإرسال ، وإنما يكون شاهداً عند تحمل الشهادة أو عند أدائها ؟ قلت هي حال مقدرة كمسألة الكتابمررت برجل معه صقر صائداً به غداً أيمقدراً به الصيد غداً . فإن قلت قد فهم من قوله إنا أرسلناك داعياً أنه مأذون له في الدعاء ، فما فائدة قوله { بِإِذْنِهِ } ؟ قلت لم يرد به حقيقة الإذن . وإنما جعل الإذن مستعاراً للتسهيل والتيسير لأن الدخول في حقّ المالك متعذر ، فإذا صودف الإذن تسهل وتيسر ، فلما كان الإذن تسهيلاً لما تعذر من ذلك ، وضع موضعه ، وذلك أن دعاء أهل الشرك والجاهلية إلى التوحيد والشرائع أمر في غاية الصعوبة والتعذر ، فقيل بإذنه للإيذان بأن الأمر صعب لا يتأتى ولا يستطاع إلاّ إذا سهله الله ويسّره ، ومنه قولهم في الشحيح أنه غير مأذون له في الإنفاق ، أي غير مسهل له الإنفاق لكونه شاقاً عليه داخلاً في حكم التعذر . { وَسِرَاجاً منيراً } جلى به الله ظلمات الشرك واهتدى به الضالون ، كما يجلى ظلام الليل بالسراج المنير ويهتدى به . أو أمدّ الله بنور نبوّته نور البصائر ، كما يمدّ بنور السراج نور الأبصار ، وصفه بالإنارة لأن من السرج ما لا يضيء إذا قل سليطة ودقت فتيلته . وفي كلام بعضهم ثلاثة تضني رسول بطيء ، وسراج لا يضيء ، ومائدة ينتظر لها من يجيء . وسئل بعضهم عن الموحشين ؟ فقال ظلام ساتر ، وسراج فاتر . وقيل وذا سراج منير . أو وتاليا سراجاً منيراً . ويجوز على هذا التفسير أن يعطف على كاف { أَرْسَلْنَـٰكَ } .