Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 56-56)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء « وملائكته » بالرفع ، عطفاً على محل إن واسمها ، وهو ظاهر على مذهب الكوفيين ، ووجهه عند البصريين ، أن يحذف الخبر لدلالة يصلون عليه { صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ } أي قولوا الصلاة على الرسول والسلام . ومعناه الدعاء بأن يترحم عليه الله ويسلم . فإن قلت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها ؟ قلت بل واجبة ، وقد اختلفوا في حال وجوبها . فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره . وفي الحديث 907 " مَنْ ذكرتُ عنده فلمّ يصلِّ عليَّ فدخلَ النار فأبعَده الله " ، ويروى 908 أنه قيل يا رسول الله ، أرأيت قول الله تعالى { إِنَّ ٱللهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ } فقال صلى الله عليه وسلم " هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكُم به ، إنّ اللَّهَ وكّل بي ملكين فلا أذكرُ عبد مسلمٍ فيصلي عليّ إلاّ قال ذانكَ الملكان غفرَ الله لكَ ، وقال الله تعالى وملائكته جواباً لذينك الملكين آمينَ ، ولا أذكرُ عند عبدٍ مسلمٍ فلاَ يصلي عليّ إلاّ قال ذانك الملكان لا غفرَ اللَّهُ لكَ ، وقالَ اللَّهُ وملائكتهُ لذينك الملكين آمين " ، ومنهم من قال تجب في كل مجلس مرة ، وإن تكرر ذكره ، كما قيل في آية السجدة وتشميت العاطس ، وكذلك في كل دعاء في أوله وآخره . ومنهم من أوجبها في العمر مرة ، وكذا قال في إظهار الشهادتين . والذي يقتضيه الاحتياط . الصلاة عليه عند كل ذكر ، لما ورد من الأخبار . فإن قلت فالصلاة عليه في الصلاة ، أهي شرط في جوازها أم لا ؟ قلت أبو حنيفة وأصحابه لا يرونها شرطاً ، وعن إبراهيم النخعي كانوا يكتفون عن ذلك - يعني الصحابة - بالتشهد ، وهو السلام عليك أيها النبي ، وأما الشافعي رحمه الله فقد جعلها شرطاً . فإن قلت فما تقول في الصلاة على غيره ؟ قلت القياس جواز الصلاة على كل مؤمن ، لقوله تعالى { هُوَ ٱلَّذِى يُصَلّى عَلَيْكُمْ } الأحزاب 43 وقوله تعالى { وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ } التوبة 103 وقوله صلى الله عليه وسلم 909 " اللَّهم صلّ على آل أبي أوفى " ولكن للعلماء تفصيلاً في ذلك وهو أنها إن كانت على سبيل التبع كقولك صلى الله على النبيّ وآله ، فلا كلام فيها . وأما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يفرد هو ، فمكروه ، لأن ذلك صار شعاراً لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأنه يؤدي إلى الاتهام بالرفض . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 910 " من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم " .