Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 57-58)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فيه وجهان ، أحدهما أن يعبر بإيذائهما عن فعل ما يكرهانه ولا يرضيانه من الكفر والمعاصي ، وإنكار النبوّة ، ومخالفة الشريعة ، وما كانوا يصيبون به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنواع المكروه ، على سبيل المجاز . وإنما جعلته مجازاً فيهما جميعاً ، وحقيقة الإيذاء صحيحة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا أجعل العبارة الواحدة معطية معنى المجاز والحقيقة . والثاني أن يراد يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل في أذى الله هو قول اليهود والنصارى والمشركين يد الله مغلولة وثالث ثلاثة والمسيح ابن الله والملائكة بنات الله والأصنام شركاؤه . وقيل قول الذين يلحدون في أسمائه وصفاته . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكى عن ربه 911 " شتمني ابنُ آدمَ ولم ينبغ لَهُ أنْ يشتمني ، وآذَانِي ولم ينبغِ لَهُ أنْ يؤذيني ، فأمّا شتمُهُ إياي فقولِه إنِّي اتخذْتُ ولَداً . وأما أذاه فقولُه إنّ الله لا يعيدني بعد أنْ بدأني " وعن عكرمة فعل أصحاب التصاوير الذين يرمون تكوين خلق مثل خلق الله ، وقيل في أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولهم ساحر ، شاعر ، كاهن ، مجنون . وقيل كسر رباعيته وشجّ وجهه يوم أحد . وقيل طعنهم عليه في نكاح صفية بنت حيي ، وأطلق إيذاء الله ورسوله ، وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات لأن أذى الله ورسوله لا يكون إلاّ غير حق أبداً . وأما أذى المؤمنين والمؤمنات ، فمنه ومنه . ومعنى { بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ } بغير جناية واستحقاق للأذى . وقيل نزلت في ناس من المنافقين يؤذون علياً رضي الله عنه ويسمعونه . وقيل في الذين أفكوا على عائشة رضي الله عنها . وقيل في زناة كانوا يتبعون النساء وهنّ كارهات . وعن الفضيل لا يحل لك أن تؤذي كلباً أو خنزيراً بغير حق ، فكيف ، وكان ابن عون لا يكري الحوانيت إلا من أهل الذمّة ، لما فيه من الروعة عند كرّ الحول .