Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 20-21)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « صدّق » بالتشديد والتخفيف ، ورفع إبليس ونصب الظن ، فمن شدّد فعلى حقق عليهم ظنه ، أو وجده صادقاً ومن خفف فعلى صدّق في ظنه أو صدّق يظن ظناً ، نحو فعلته جهدك ، وبنصب إبليس ورفع الظنّ فمن شدّد فعلى وجد ظنه صادقاً ومن حفف فعلى قال له ظنه الصدق حين خيله إغواءهم ، يقولون صدقك ظنك ، وبالتخفيف ورفعهما على صدق عليهم ظن إبليس ولو قرىء بالتشديد مع رفعهما لكان على المبالغة في صدق ، كقوله صدقت فيهم ظنوني ، ومعناه أنه حين وجد آدم ضعيف العزم قد أصغى إلى وسوسته قال إنّ ذرّيته أضعف عزماً منه ، فظنّ بهم اتباعه وقال لأضلنهم لأغوينهم . وقيل ظنّ ذلك عند إخبار الله تعالى الملائكة أنه يجعل فيها من يفسد فيها ، والضمير في { عَلَيْهِمْ } و { ٱتَّبَعُوهُ } إماّ لأهل سبأ ، أو لبني آدم . وقلل المؤمنين بقوله { إِلاَّ فَرِيقاً } لأنهم قليل بالإضافة إلى الكفار ، كما قال { لأحْتَنِكَنَّ ذُرّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً } الإسراء 62 ، { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ } الأعراف 17 . { وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ } من تسليط واستيلاء بالوسوسة والاستغواء إلاّ لغرض صحيح وحكمة بينة ، وذلك أن يتميز المؤمن بالآخرة من الشاك فيها . وعلل التسليط بالعلم والمراد ما تعلق به العلم . وقرىء « ليعلم » على البناء للمفعول { حَفِيظٌ } محافظ عليه ، وفعيل ومفاعل متآخيان .