Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 22-22)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلِ } لمشركي قومك { ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ } عبدتموهم من دون الله من الأصنام والملائكة وسميتموهم باسمه كما تدعون الله . والتجئوا إليهم فيما يعروكم كما تلتجؤون إليه . وانتظروا استجابتهم لدعائكم ورحمتهم كما تنتظرون وأن يستجيب لكم ويرحمكم ، ثم أجاب عنهم بقوله { لاَ يَمْلِكُونَ مِثُقَالَ ذَرَّةٍ } من خير أو شرّ ، أو نفع أو ضرّ { فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَلاَ فِى ٱلأَرْضِ وَمَا لَهُمْ } في هذين الجنسين من شركة في الخلق ولا في الملك ، كقوله تعالى { مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضَ } الكهف 51 وماله منهم من عوين يعينه على تدبير خلقه ، يريد أنهم على هذه الصفة من العجز والبعد عن أحوال الربوبية ، فكيف يصحّ أن يُدْعوا كما يدعى ويُرجوا كما يرجى ، فإن قلت أين مفعولا زعم ؟ قلت أحدهما الضمير المحذوف الراجع منه إلى الموصول . وأمّا الثاني فلا يخلو إمّا أن يكون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } أو { لاَّ يَمْلِكُونَ } أو محذوفاً فلا يصحّ الأول ، لأنّ قولك هم من دون الله ، لا يلتئم كلاماً ، ولا الثاني ، لأنهم ما كانوا يزعمون ذلك ، فكيف يتكلمون بما هو حجة عليهم وبما لو قالوه قالوا ما هو حق وتوحيد ؟ فبقي أن يكون محذوفاً تقديره زعمتموهم آلهة من دون الله فحذف الراجع إلى الموصول كما حذف في قوله { أَهَـٰذَا ٱلَّذِى بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } الفرقان 41 استخفافاً ، لطول الموصول لصلته ، وحذف آلهة لأنه موصوف صفته { مِن دُونِ ٱللَّهِ } والموصوف يجوز حذفه وإقامة الصفة مقامه إذا كان مفهوماً ، فإذاً مفعولا زعم محذوفان جميعاً بسببين مختلفين .