Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 15-17)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت لم عرف الفقراء ؟ قلت قصد بذلك أن يريهم أنهم لشدة افتقارهم إليه هم جنس الفقراء ، وإن كانت الخلائق كلهم مفتقرين إليه من الناس وغيرهم ، لأن الفقر مما يتبع الضعف ، وكلما كان الفقير أضعف كان أفقر ، وقد شهد الله سبحانه على الإنسان بالضعف في قوله { وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاً } النساء 28 وقال سبحانه وتعالى { ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن ضَعْفٍ } الروم 54 ولو نكر لكان المعنى أنتم بعض الفقراء . فإن قلت قد قوبل الفقراء بالغنى ، فما فائدة الحميد ؟ قلت لما أثبت فقرهم إليه وغناه عنهم - وليس كل غني نافعاً بغناه إلاّ إذا كان الغني جواداً منعماً فإذا جاد وأنعم حمده المنعم عليهم واستحق - بإنعامه عليهم أن يحمدوه الحميد على ألسنه مؤمنيهم { بِعَزِيزٍ } بممتنع ، وهذا غضب عليهم لاتخاذهم له أنداداً ، وكفرهم بآياته ومعاصيهم ، كما قال { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } محمد 38 وعن ابن عباس رضي الله عنهما يخلق بعدكم من يعبده لا يشرك به شيئاً .