Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 19-23)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلأعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ } مثل للكافر والمؤمن ، كما ضرب البحرين مثلاً لهما أو للصنم والله عزّ وجلّ ، والظلمات والنور والظل والحرور مثلان للحق والباطل ، وما يؤدّيان إليه من الثواب والعقاب . والأحياء والأموات مثل للذين دخلوا في الإسلام والذين لم يدخلوا فيه ، وأصروا على الكفر والحرور السموم إلاّ أنّ السموم يكون بالنهار ، والحرور بالليل والنهار . وقيل بالليل خاصة . فإن قلت لا المقرونة بواو العطف ما هي ؟ قلت إذا وقعت الواو في النفي قرنت بها لتأكيد معنى النفي . فإن قلت هل من فرق بين هذه الواوات ؟ قلت بعضها ضمت شفعاً إلى شفع ، وبعضها وتراً إلى وتر { إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء } يعني أنه قد علم من يدخل في الإسلام ممن لا يدخل فيه ، فيهدي الذي قد علم أنّ الهداية تنفع فيه ، ويخذل من علم أنها لا تنفع فيه . وأمّا أنت فخفي عليك أمرهم ، فلذلك تحرص وتتهالك على إسلام قوم من المخذولين . ومثلك في ذلك مثل من لا يريد أن يسمع المقبورين وينذر ، وذلك ما لا سبيل إليه ، ثم قال { إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } أي ما عليك إلاّ أن تبلغ وتنذر ، فإن كان المنذر ممن يسمع الإنذار نفع ، وإن كان من المصرين فلا عليك . ويحتمل أنّ الله يسمع من يشاء وأنه قادر على أن يهدي المطبوع على قلوبهم على وجه القسر والإلجاء ، وغيرهم على وجه الهداية والتوفيق ، وأما أنت فلا حيلة لك في المطبوع على قلوبهم الذين هم بمنزلة الموتى .