Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 51-52)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « الصور » بسكون الواو وهو القرن ، أو جمع صورة ، وحرّكها بعضهم ، و « الأجداث » القبور . وقرىء بالفاء { يَنسِلُونَ } يعدون بكسر السين وضمها ، وهي النفخة الثانية . وقرىء « يا ويلتنا » عن ابن مسعود رضي الله عنه « من أهبنا » من هب من نومه إذا انتبه ، وأهبه غيره وقرىء « من هبنا » بمعنى أهبنا وعن بعضهم أراد هب بنا ، فحذف الجار وأوصل الفعل وقرىء « من بعثنا » ومن هبنا ، على من الجارة والمصدر ، و { هَذَا } مبتدأ ، و { مَا وَعَدَ } خبره ، وما مصدرية أو موصولة . ويجوز أن يكون هذا صفة للمرقد ، وما وعد خبر مبتدأ محذوف ، أي هذا وعد الرحمٰن ، أي مبتدأ محذوف الخبر ، أي ما وعد { ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } حق . وعن مجاهد للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم ، فإذا صيح بأهل القبور قالوا من بعثنا ، وأما { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ } فكلام الملائكة . عن ابن عباس . وعن الحسن كلام المتقين . وقيل كلام الكافرين يتذكرون ما سمعوه من الرسل فيجيبون به أنفسهم أو بعضهم بعضاً . فإن قلت إذا جعلت ما مصدرية كان المعنى هذا وعد الرحمٰن وصدق المرسلين ، على تسمية الموعود والمصدوق فيه بالوعد والصدق ، فما وجه قوله { وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } إذا جعلتها موصولة ؟ قلت تقديره هذا الذي وعده الرحمٰن والذي صدّقه المرسلون ، بمعنى والذي صدق فيه المرسلون ، من قولهم صدقوهم الحديث في القتال . ومنه صدقني سن بكره . فإن قلت { مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } ؟ سؤال عن الباعث ، فكيف طابقه ذلك جواباً ؟ قلت معناه بعثكم الرحمٰن الذي وعدكم البعث وأنبأكم به الرسل إلا أنه جيء به على طريقة سيئت بها قلوبهم ، ونعيت إليهم أحوالهم ، وذكروا كفرهم وتكذيبهم ، وأخبروا بوقوع ما أنذروا به وكأنه قيل لهم ليس بالبعث الذي عرفتموه وهو بعث النائم من مرقده ، حتى يهمكم السؤال عن الباعث ، إن هذا هو البعث الأكبر ذو الأهوال والأفزاع ، وهو الذي وعده الله في كتبه المنزّلة على ألسنة رسله الصادقين .