Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 139-148)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « يونس » بضم النون وكسرها . وسمي هربه من قومه بغير إذن ربه إباقا على طريقة المجاز . والمساهمة المقارعة . ويقال استهم القوم ، إذا اقترعوا . والمدحض المغلوب المقروع . وحقيقته المزلق عن مقام الظفر والغلبة . روى أنه حين ركب في السفينة وقفت ، فقالوا ههنا عبد أبق من سيده ، وفيما يزعم البحارون أنّ السفينة إذا كان فيها آبق لم تجر ، فاقترعوا ، فخرجت القرعة على يونس فقال أنا الآبق ، وزجّ بنفسه في الماء { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } داخل في الملامة . يقال رب لائم مليم ، أي يلوم غيره وهو أحقّ منه باللوم . وقرىء « مليم » بفتح الميم ، من ليم فهو مليم ، كما جاء مشيب في مشوب ، مبنياً على شيب . ونحوه مدعي ، بناء على دعى { مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ } من الذاكرين الله كثيراً بالتسبيح والتقديس . وقيل هو قوله في بطن الحوت { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } الأنبياء 87 وقيل من المصلين . وعن ابن عباس كل تسبيح في القرآن فهو صلاة . وعن قتادة كان كثير الصلاة في الرخاء . قال وكان يقال إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر ، وإذا صرع وجد متكأً . وهذا ترغيب من الله عزّ وجلّ في إكثار المؤمن من ذكره بما هو أهله ، وإقباله على عبادته ، وجمع همه لتقييد نعمته بالشكر في وقت المهلة والفسحة ، لينفعه ذلك عنده تعالى في المضايق والشدائد { لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ } الظاهر لبثه فيه حياً إلى يوم البعث . وعن قتادة لكان بطن الحوت له قبراً إلى يوم القيامة . وروي أنه حين ابتلعه أوحى الله إلى الحوت إني جعلت بطنك له سجناً ، ولم أجعله لك طعاماً . واختلف في مقدار لبثه ، فعن الكلبي أربعون يوماً ، وعن الضحاك عشرون يوماً . وعن عطاء سبعة . وعن بعضهم ثلاثة . وعن الحسن لم يلبث إلاّ قليلاً ، ثم أخرج من بطنه بعيد الوقت الذي التقم فيه . وروي أنّ الحوت سار مع السفينة رافعاً رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالماً لم يتغير منه شيء ، فأسلموا وروي أن الحوت قذفه بساحل قرية من الموصل . والعراء المكان الخالي لا شجر فيه ولا شيء يغطيه { وَهُوَ سَقِيمٌ } اعتلّ مما حلّ به ، وروي أنه عاد بدنه كبدن الصبيِّ حين يولد . واليقطين كل ما ينسدح على وجه الأرض ولا يقوم على ساق كشجر البطيخ والقثاء والحنظل ، وهو « يفعيل » من قطن بالمكان إذا قام به . وقيل هو الدباء . وفائدة الدباء أن الذباب لا يجتمع عنده - وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم 950 إنك لتحب القرع . قال " أجل هي شجرة أخي يونس " وقيل هي التين ، وقيل شجرة الموز ، تغطى بورقها . واستظلّ بأغصانها ، وأفطر على ثمارها . وقيل كان يستظلّ بالشجرة وكانت وعلة تختلف إليه ، فيشرب من لبنها . وروي أنه مرّ زمان على الشجرة فيبست ، فبكى جزعاً ، فأوحى الله إليه بكيت على شجرة ولا تبكي على مائة ألف في يد الكافر ، فإن قلت ما معنى { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً } ؟ قلت أنبتناها فوقه مظلة له كما يطنب البيت على الإنسان { وَأَرْسَلْنَـٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلْفٍ } المراد به ما سبق من إرساله إلى قومه وهم أهل نينوى . وقيل هو إرسال ثان بعد ما جرى عليه إلى الأولين . أو إلى غيرهم . وقيل أسلموا فسألوه أن يرجع إليهم فأبى ، لأنّ النبيّ إذا هاجر عن قومه لم يرجع إليهم مقيماً فيهم ، وقال لهم إن الله باعث إليكم نبياً { أَوْ يَزِيدُونَ } في مرأى الناظر أي إذا رآها الرائي قال هي مائة ألف أو أكثر والغرض الوصف بالكثرة { إِلَىٰ حِينٍ } إلى أجل مسمى وقرىء « ويزيدون » بالواو . وحتى حين .