Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 158-160)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَجَعَلُواْ } بين الله وبين الجنة وأراد الملائكة { نَسَباً } وهو زعمهم أنهم بناته ، والمعنى جعلوا بما قالوا نسبة بين الله وبينهم ، وأثبتوا له بذلك جنسية جامعة له وللملائكة . فإن قلت لم سمي الملائكة جنة ؟ قلت قالوا الجنس واحد ، ولكن من خبث من الجن ومرد وكان شراً كله فهو شيطان ، ومن طهر منهم ونسك وكان خيراً كله فهو ملك فذكرهم في هذا الموضع باسم جنسهم ، وإنما ذكرهم بهذا الاسم وضعاً منهم وتقصيراً بهم . وإن كانوا معظمين في أنفسهم أن يبلغوا منزلة المناسبة التي أضافوها إليهم . وفيه إشارة إلى أن من صفته الاجتنان والاستتار ، وهو من صفات الأجرام لا يصلح أن يناسب من لا يجوز عليه ذلك . ومثاله أن تسوّي بين الملك وبين بعض خواصه ومقرّبيه ، فيقول لك أتسوّى بيني وبين عبدي . وإذا ذكره في غير هذا المقام وقرّه وكناه . والضمير في { إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } للكفرة . والمعنى أنهم يقولون ما يقولون في الملائكة ، وقد علم الملائكة أنهم في ذلك كاذبون مفترون ، وأنهم محضرون النار معذبون بما يقولون ، والمراد المبالغة في التكذيب . حيث أضيف إلى علم الذين ادّعوا لهم تلك النسبة . وقيل قالوا إنّ الله صاهر الجن فخرجت الملائكة . وقيل قالوا إن الله والشيطان أخوان . وعن الحسن أشركوا الجن في طاعة الله . ويجوز إذا فسر الجنة بالشياطين أن يكون الضمير في { فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } لهم ، والمعنى أن الشياطين عالمون بأنّ الله يحضرهم النار ويعذّبهم ، ولو كانوا مناسبين له أو شركاء في وجوب الطاعة لما عذّبهم { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } استثناء منقطع من المحضرين معناه ولكن المخلصين ناجون . وسبحان الله اعتراض بين الاستثناء وبين ما وقع منه . ويجوز أن يقع الاستثناء من الواو في يصفون ، أي يصفه هؤلاء بذلك ، ولكن المخلصون برآء من أن يصفوه به .