Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 176-179)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مثل العذاب النازل بهم بعد ما أنذروه فأنكروه بجيش أنذر بهجومه قومه بعض نصاحهم فلم يلتفتوا إلى إنذاره ، ولا أخذوا أهبتهم ، ولا دبروا أمرهم تدبيراً ينجيهم ، حتى أناخ بفنائهم بغتة ، فشنّ عليهم الغارة وقطع دابرهم ، وكانت عادة مغاويرهم أن يغيروا صباحاً ، فسميت الغارة صباحاً وإن وقعت في وقت آخر ، وما فصحت هذه الآية ولا كانت لها الروعة التي تحس بها ويروقك موردها على نفسك وطبعك ، إلا لمجيئها على طريقة التمثيل ، وقرأ ابن مسعود فبئس صباح . وقرىء « نزل بساحتهم » على إسناده إلى الجار والمجرور كقولك ذهب بزيد ونزل ، على ونزل العذاب . والمعنى فساء صباح المنذرين صباحهم ، واللام في المنذرين مبهم في جنس من أنذروا ، لأنّ ساء وبئس يقتضيان ذلك . وقيل هو نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بمكة . وعن أنس رضي الله عنه 951 لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر - كانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم المساحي - قالوا محمد والخميس ، ورجعوا إلى حصنهم . فقال عليه الصلاة والسلام " الله أكبر خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " وإنما ثنى { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ } ليكون تسلية على تسلية . وتأكيداً لوقوع الميعاد إلى تأكيد . وفيه فائدة زائدة وهي إطلاق الفعلين معاً عن التقييد بالمفعول ، وأنه يبصر وهم يبصرون ما لا يحيط به الذكر من صنوف المسرة وأنواع المساءة . وقيل أريد بأحدهما عذاب الدنيا ، وبالآخر عذاب الآخرة .