Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 40-49)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ } ولكن عباد الله ، على الاستثناء المنقطع . فسر الرزق المعلوم بالفواكه وهي كل ما يتلذذ به ولا يتقوّت لحفظ الصحة ، يعني أن رزقهم كله فواكه ، لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات ، بأنهم أجسام محكمة مخلوقة للأبد ، فكل ما يأكلونه يأكلونه على سبيل التلذذ . ويجوز أن يراد رزق معلوم منعوت بخصائص خلق عليها من طيب طعم ، ورائحة ، ولذة ، وحسن منظر . وقيل معلوم الوقت ، كقوله { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } مريم 62 وعن قتادة الرزق المعلوم الجنة وقوله { فِي جَنَّـٰتِ } يأباه وقوله { وَهُم مُّكْرَمُونَ } هو الذي يقوله وعن العلماء في حدّ الثواب على سبيل المدح والتعظيم ، وهو من أعظم ما يجب أن تتوق إليه نفوس ذوي الهمم ، كما أنّ من أعظم ما يجب أن تنفر عنه نفوسهم هوان أهل النار وصغارهم . التقابل أتم للسرور وآنس . وقيل لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض . ويقال للزجاجة فيها الخمر كأس ، وتسمى الخمر نفسها كأساً ، قال @ وَكَاسٍ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ @@ وعن الأخفش كل كأس في القرآن فهي الخمر ، وكذا في تفسير ابن عباس { مّن مَّعِينٍ } من شراب معين . أو من نهر معين ، وهو الجاري على وجه الأرض ، الظاهر للعيون وصف بما يوصف به الماء ، لأنه يجري في الجنة في أنهار كما يجري الماء ، قال الله تعالى { وَأَنْهَـٰرٌ مّنْ خَمْرٍ } محمد 15 { بَيْضَاء } صفة للكأس { لَذَّةٍ } إمّا أن توصف باللذة كأنها نفس اللذة وعينها أو هي تأنيث اللذة ، يقال لذ الشيء فهو لذ ولذيذ . ووزنه فعل ، كقولك رجل طب ، قال @ وَلَذٌ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تَرَكْتُهُ بِأَرْضِ الْعِدَا مِنْ خَشْيَةِ الْحَدَثَانِ @@ يريد النوم . الغول من غاله يغوله غولاً إذا أهلكه وأفسده . ومنه الغول الذي في تكاذيب العرب . وفي أمثالهم الغضب غول الحلم ، و { يُنزَفُونَ } على البناء للمفعول ، من نزف الشاربُ إذا ذهب عقله . ويقال للسكران نزيف ومنزوف . ويقال للمطعون نزف فَمات إذا خرج دمه كله . ونزحت الركية حتى نزفتها إذا لم تترك فيها ماء . وفي أمثالهم أجبن من المنزوف ضرطاً . وقرىء « ينزفون » أنزف الشارب إذا ذهب عقله أو شرابه . قال @ لَعَمْرِي لَئِنْ أَنْزَفْتُمُو أَوْ صَحَوْتُمُو لَبِئْسَ النَّدَامَى كُنْتُمُو آلَ أَبجرَا @@ ومعناه صار ذا نزف . ونظيره أقشع السحاب ، وقشعته الريح ، وأكب الرجل وكببته ، وحقيقتهما دخلا في القشع والكب . وفي قراءة طلحة بن مصرف وينزفون بضم الزاي ، من نزف ينزف كقرب يقرب ، إذا سكر . والمعنى لا فيها فساد قط من أنواع الفساد التي تكون في شرب الخمر من مغص أو صداع أو خمار أو عربدة أو لغو أو تأثيم أو غير ذلك ، ولا هم يسكرون ، وهو أعظم مفاسدها فأفرزه وأفرده بالذكر { قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ } قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ ، لا يمددن طرفاً إلى غيرهم ، كقوله تعالى { عُرُباً } الواقعة 37 والعين النجل العيون شبهنّ ببيض النعام المكنون في الأداحي ، وبها تشبه العرب النساء وتسميهنّ بيضات الخدور .