Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 50-57)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت علام عطف قوله { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ؟ قلت على يطاف عليهم . والمعنى يشربون فيتحادثون على الشراب كعادة الشرب قال @ وَمَا بَقِيَتْ مِنَ اللَّذَّاتِ إلاَّ أَحَادِيثُ الْكِرَامِ عَلَى الْمُدَامِ @@ فيقبل بعضهم على بعض { يَتَسَاءلُونَ } عما جرى لهم وعليهم في الدنيا ، إلا أنه جيء به ماضياً على عادة الله في أخباره . قرىء « من المصدّقين » من التصديق . ومن المصدَّقين مشدّد الصاد ، من التصدّق ، وقيل نزلت في رجل تصدّق بماله لوجه الله ، فاحتاج فاستجدى بعض إخوانه فقال وأين مالك ؟ قال تصدقت به ليعوضني الله به في الآخرة خيراً منه ، فقال أئنك لمن المصدّقين بيوم الدين . أو من المتصدّقين لطلب الثواب . والله لا أعطيك شيئاً { لَمَدِينُونَ } لمجزيون ، من الدين وهو الجزاء . أو لمسوسون مربوبون . يقال دانه ساسه . ومنه الحديث 947 " العاقل من دان نفسه " { قَالَ } يعني ذلك القائل { هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ } إلى النار لأريكم ذلك القرين . قيل إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى أهل النار . وقيل القائل هو الله عزّ وجلّ . وقيل بعض الملائكة يقول لأهل الجنة هل تحبون أن تطلعوا فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار . وقرىء « مطلعون » فاطلع . وفأطلع بالتشديد ، على لفظ الماضي والمضارع المنصوب ومطلعون فاطلع وفأطلع بالتحفيف على لفظ الماضي والمضارع والمنصوب يقال طلع علينا فلان ، واطلع وأطلع بمعنى واحد ، والمعنى هل أنتم مطلعون إلى القرين فأطلع أنا أيضاً . أو عرض عليه الاطلاع فاعترضوه ، فاطلع هو بعد ذلك . وإن جعلت الإطلاع من أطلعه غيره ، فالمعنى أنه لما شرط في اطلاعه اطلاعهم ، وهو من آداب المجالسة . أن لا يستبد بشيء دون جلسائه ، فكأنهم مطلعوه . وقيل الخطاب على هذا للملائكة . وقرىء « مطلعون » بكسر النون ، أراد مطلعون إياي فوضع المتصل موضع المنفصل ، كقوله @ هُمُ الْفَاعِلُونَ الْخَيْرَ وَالآمِرُونَهُ @@ أو شبه اسم الفاعل في ذلك بالمضارع لتآخ بينهما ، كأنه قال تطلعون ، وهو ضعيف لا يقع إلاّ في الشعر { فِى سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } في وسطها ، يقال تعبت حتى انقطع سوائي ، وعن أبي عبيدة قال لي عيسى بن عمر كنت أكتب يا أبا عبيدة حتى ينقطع سوائي إن مخففة من الثقيلة ، وهي تدخل على « كاد » كما تدخل على « كان » { إِن كَانَ لَيُضِلُّنَا } واللام هي الفارقة بينها وبين النافية ، والإرداء الإهلاك . وفي قراءة عبد الله لتغوينّ { نِعْمَةُ رَبّى } هي العصمة والتوفيق في الاستمساك بعروة الإسلام ، والبراءة من قرين السوء . أو إنعام الله بالثواب وكونه من أهل الجنة { مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } من الذين أحضروا العذاب كما أحضرته أنت وأمثالك .