Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 94-94)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَزِفُّونَ } يسرعون ، من زفيف النعام . ويزفون من أزفّ ، إذا دخل في الزفيف . أو من أزفه ، إذا حمله على الزفيف ، أي يزفّ بعضهم بعضاً . ويزفون ، على البناء للمفعول ، أي يحملون على الزفيف . ويزفون ، من وزف يزف إذا أسرع . ويزفون من زفاه إذا حداه كأنّ بعضهم يزفو بعضاً لتسارعهم إليه ، فإن قلت بين هذا وبين قوله تعالى { قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِـئَالِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرٰهِيمُ } الأنبياء 59 - 60 كالتناقض حيث ذكر ههنا أنهم أدبروا عنه خيفة العدوى ، فلما أبصروه يكسرهم أقبلوا إليه متبادرين ليكفوه ويوقعوا به ، وذكر ثم أنهم سألوا عن الكاسر ، حتى قيل لهم سمعنا إبراهيم يذمهم ، فلعله هو الكاسر ففي أحدهما أنهم شاهدوه يكسرها ، وفي الآخر أنهم استدلوا بذمه على أنه الكاسر . قلت فيه وجهان ، أحدهما أن يكون الذين أبصروه وزفوا إليه نفراً منهم دون جمهورهم وكبرائهم ، فلما رجع الجمهور والعلية من عيدهم إلى بيت الأصنام ليأكلوا الطعام الذي وضعوه عندها لتبرك عليه ورأوها مكسورة اشمأزوا من ذلك ، وسألوا من فعل هذا بها ؟ ثم لم ينم عليه أولئك النفر نميمة صريحة ، ولكن على سبيل التورية التعريض بقولهم « سمعنا فتى يذكرهم » لبعض الصوارف . والثاني أن يكسرها ويذهب ولا يشعر بذلك أحد ، ويكون إقبالهم إليه يزفون بعد رجوعهم من عيدهم وسؤالهم عن الكاسر . وقولهم { قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ } الأنبياء 61 .