Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 99-101)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أراد بذهابه إلى ربه مهاجرته إلى حيث أمره بالمهاجرة إليه من أرض الشام كما قال { إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ } العنكبوت 26 { سَيَهْدِينِ } ؟ سيرشدني إلى ما فيه صلاحي في ديني ويعصمني ويوفقني ، كما قال موسى عليه السلام { كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبّى سَيَهْدِينِ } الشعراء 62 كأن الله وعده وقال له سأهديك ، فأجرى كلامه على سنن موعد ربه . أو بناء على عادة الله تعالى معه في هدايته وإرشاده . أو أظهر بذلك توكله وتفويضه أمره إلى الله . ولو قصد الرجاء والطمع لقال ، كما قال موسى عليه السلام { عَسَىٰ رَبّى أَن يَهْدِيَنِى سَوَاء ٱلسَّبِيلِ } القصص 22 . { هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينِ } هب لي بعض الصالحين ، يريد الولد ، لأنّ لفظ الهبة غلب في الولد وإن كان قد جاء في الأخ في قوله تعالى { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَـٰرُونَ نَبِيّاً } مريم 53 قال عزّ وجلّ { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ } الأنعام 84 { وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ } الأنبياء 90 وقال علي بن أبي طالب لابن عباس رضي الله عنهم - حين هنأه بولده عليّ أبي الأملاك - شكرت الواهب ، وبورك لك في الموهوب . ولذلك وقعت التسمية بهبة الله ، وبموهوب ، ووهب وموهب ، وقد انطوت البشارة على ثلاث على أن الولد غلام ذكر ، وأنه يبلغ أوان الحلم ، وأنه يكون حليماً ، وأي حلم أعظم من حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح ، فقال { ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ، ثم استسلم لذلك . وقيل ما نعت الله الأنبياء عليهم السلام بأقل مما نعتهم بالحلم وذلك لعزة وجوده ولقد نفت الله . به إبراهيم في قوله { إِنَّ إِبْرٰهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } التوبة 114 ، { إِنَّ إِبْرٰهِيمَ لحليم أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } هود 75 لأنّ الحادثة شهدت بحلمهما جميعاً .