Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 12-15)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذُو ٱلأَوْتَادِ } أصله من ثبات البيت المطنب بأوتاده ، قال @ وَالْبَيْتُ لاَ يُبْتَنَى إلاَّ عَلَى عَمَدٍ وَلاَ عِمَادَ إِذَا لَمْ تَرْسُ أَوْتَادُ @@ فاستعير لثبات العز والملك واستقامة الأمر ، كما قال الأسود @ فِي ظِلِّ مُلْكٍ ثَابِتِ الأَوْتَادِ @@ وقيل كان يشبح المعذب بين أربع سوار كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه وتد من حديد ، ويتركه حتى يموت . وقيل كان يمدّه بين أربعة أوتاد في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات . وقيل كانت له أوتاد وحبال يلعب بها بين يديه { أُوْلَـئِكَ ٱلأَحْزَابُ } قصد بهذه الإشارة الإعلام بأنّ الأحزاب الذين جعل الجند المهزوم منهم هم هم ، وأنهم هم الذين وجد منهم التكذيب . ولقد ذكر تكذيبهم أولاً في الجملة الخبرية على وجه الإبهام ، ثم جاء بالجملة الاستثنائية فأوضحه فيها بأنّ كل واحد من الأحزاب كذب جميع الرسل ، لأنهم إذا كذبوا واحداً منهم فقد كذبوهم جميعاً . وفي تكرير التكذيب وإيضاحه بعد إبهامه ، والتنويع في تكريره بالجملة الخبرية أوّلاً وبالاستثنائية ثانيا ، وما في الاستثنائية من الوضع على وجه التوكيد والتخصيص أنواع من المبالغة المسجلة عليهم باستحقاق أشدّ العقاب و أبلغه ، ثم قال { فَحَقَّ عِقَابِ } أي فوجب لذلك أن أعاقبهم حقّ عقابهم { هَـٰۤؤُلآءِ } أهل مكة . ويجوز أن يكون إشارة إلى جميع الأحزاب لاستحضارهم بالذكر ، أو لأنهم كالحضور عند الله . والصيحة النفخة { مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } وقرىء بالضم ما لها من توقف مقدار فواق ، وهو ما بين حلبتي الحالب ورضعتي الراضع . يعني إذا جاء وقتها لم تستأخر هذا القدر من الزمان ، كقوله تعالى { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَئْخِرُونَ سَاعَةً } النحل 61 وعن ابن عباس ما لها من رجوع وترداد ، من أفاق المريض إذا رجع إلى الصحة . وفواق الناقة ساعة ترجع الدرّ إلى ضرعها ، يريد أنها نفخة واحدة فحسب لا تثنى ولا تردد .