Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 23-23)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَخِى } بدل من هذا أو خبر لـ إنّ . والمراد أخوّة الدين ، أو أخوّة الصداقة والألفة ، و أخوّة الشركة والخلطة لقوله تعالى { وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ ٱلْخُلَطَاء } صۤ 24 كل واحدة من هذه الأخوات تدلي بحق مانع من الاعتداء والظلم . وقرىء « تسع وتسعون » ، بفتح التاء . ونعجة ، بكسر النون وهذا من اختلاف اللغات ، نحو نطع ونطع ، ولَقْوَةٌ وَلِقْوَة { أَكْفِلْنِيهَا } ملكنيها . وحقيقته أجعلني أكفلها كما أكفل ما تحت يدي { وَعَزَّنِى } وغلبني . يقال عزّه يعزّه . قال @ قَطَاةٌ عَزَّهَا شَرَكٌ فَبَاتَتْ يُجَاذِبُهُ وَقَدْ عَلِقَ الْجَنَاحُ @@ يريد جاءني بحجاج لم أقدر أن أورد عليه ما أردّه به . وأراد بالخطاب مخاطبة المحاج المجادل أو أراد خطبت المرأة وخطبها هو فخاطبني خطاباً ، أي غالبني في الخطبة فغلبني ، حيث زوّجها دوني . وقرىء « وعازني » من المعازة وهي المغالبة . وقرأ أبو حيوة « وعزني » بتخفيف الزاي طلباً للخفة ، وهو تخفيف غريب ، وكأنه قاسه على نحو ظلت ، ومست . فإن قلت ما معنى ذكر النعاج ؟ قلت كأن تحاكمهم في نفسه تمثيلاً وكلامهم تمثيلاً لأنّ التمثيل أبلغ في التوبيخ لما ذكرنا ، وللتنبيه على أنه أمر يستحيا من كشفه ، فيكنى عنه كما يكنى عما يستسمج الإفصاح به ، وللستر على داود عليه السلام والاحتفاظ بحرمته . ووجه التمثيل فيه أن مثلت قصة أوريا مع داود بقصة رجل له نعجة واحدة ولخليطه تسع وتسعون ، فأراد صاحبه تتمة المائة فطمع في نعجة خليطه وأراده على الخروج من ملكها إليه ، وحاجه في ذلك محاجة حريص على بلوغ مراده ، والدليل عليه قوله { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلْخُلَطَآء } صۤ 24 وإنما خصّ هذه القصة لما فيها من الرمز إلى الغرض بذكر النعجة . فإن قلت إنما تستقيم طريقة التمثيل إذا فسرت الخطاب بالجدال ، فإن فسرته بالمفاعلة من الخطبة لم يستقم . قلت الوجه مع هذا التفسير أن أجعل النعجة استعارة عن المرأة ، كما استعاروا لها الشاة في نحو قوله @ يَا شَاةُ مَا قَنَصٌ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ @@ وشبهها بالنعجة من قال @ كَنِعَاجِ الْمَلاَ تَعَسَّفْنَ رَمْلاَ @@ لولا أنّ الخلطاء تأباه ، إلاّ أن يضرب داود الخلطاء ابتداء مثلاً لهم ولقصتهم . فإن قلت الملائكة عليهم السلام كيف صحّ منهم أن يخبروا عن أنفسهم بما لم يلتبسوا منه بقليل ولا كثير ولا هو من شأنهم ؟ قلت هو تصوير للمسألة وفرض لها ، فصوّروها في أنفسهم وكانوا في صورة الأناسي ، كما تقول في تصوير المسائل زيد له أربعون شاة ، وعمرو له أربعون ، وأنت تشير إليهما ، فخلطاها وحال عليه الحول ، كم يجب فيها ؟ وما لزيد وعمرو سبد ولا لبد وتقول أيضاً في تصويرها لي أربعون شاة ولك أربعون فخلطناها . ومالكما من الأربعين أربعة ولا ربعها . فإن قلت ما وجه قراءة ابن مسعود « ولي نعجة أنثى » ؟ قلت يقال لك امرأة أنثى للحسناء الجميلة . والمعنى وصفها بالعراقة في لين الأنوثة وفتورها ، وذلك أملح لها وأزيد في تكسرها وتثنيها . ألا ترى إلى وصفهم لها بالكسول والمكسال . وقوله @ فَتُورُ الْقِيَامِ قَطِيعُ الكَلاَمِ @@ وقوله