Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 3-3)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَمْ أَهْلَكْنَا } وعيد لذوي العزّة والشقاق { فَنَادَواْ } فدعوا واستغاثوا ، وعن الحسن . فنادوا بالتوبة { وَّلاَتَ } هي لا المشبهة بليس ، زيدت عليها تاء التأنيث كما زيدت على رب ، وثم للتوكيد ، وتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان ولم يبرز إلا أحد مقتضييها إمّا الاسم وإما الخبر ، وامتنع بروزهما جميعاً ، وهذا مذهب الخليل وسيبويه . وعند الأخفش أنها لا النافية للجنس زيدت عليها التاء ، وخصّت بنفي الأحيان . و { حِينَ مَنَاصٍ } منصوب بها ، كأنك قلت ولا حين مناص لهم . وعنه أنّ ما ينتصب بعده بفعل مضمر ، أي ولا أرى حين مناص ويرتفع بالابتداء أي ولا حين مناص كائن لهم وعندهما أن النصب على ولات الحين حين مناص ، أي وليس الحين حين مناص والرفع على ولات حين مناص حاصلاً لهم . وقرىء « حين مناص » بالكسر ، ومثله قول أبي زبيد الطائي @ طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلاَتَ أَوَانٍ فَأَجَبْنَا أَنْ لاَتَ حِينَ بَقَاءِ @@ فإن قلت ما وجه الكسر في أوان ؟ قلت شبه بإذ في قوله وأنت إذ صحيح ، في أنه زمان قطع منه المضاف إليه وعوض التنوين لأنّ الأصل ولات أوان صلح . فإن قلت فما تقول في حين مناص والمضاف إليه قائم ؟ قلت نزل قطع المضاف إليه من مناص لأنّ أصله حين مناصهم منزلة من قطعة من حين ، لاتخاد المضاف والمضاف إليه ، وجعل تنوينه عوضاً من الضمير المحذوف ، ثم بنى الحين لكونه مضافاً إلى غير متمكن . وقرىء « ولات » بكسر التاء على البناء ، كجير . فإن قلت كيف يوقف على لات ؟ قلت يوقف عليها بالتاء ، كما يوقف على الفعل الذي يتصل به تاء التأنيث . وأمّا الكسائي فيقف عليها بالهاء كما يقف على الأسماء المؤنثة . وأمّا قول أبي عبيد إنّ التاء داخلة على حين فلا وجه له . واستشهاده بأنّ التاء ملتزقة بحين في الإمام لا متشبث به ، فكم وقعت في المصحف أشياء خارجة عن قياس الخط . والمناص المنجا والفوت . يقال ناصه ينوصه إذا فاته . واستناص طلب المناص . قال حارثة بن بدر