Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 4-5)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } رسول من أنفسهم { وَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ } ولم يقل وقالوا إظهاراً للغضب عليهم ، ودلالة على أنّ هذا القول لا يجسر عليه إلاّ الكافرون المتوغلون في الكفر المنهمكون في الغيّ الذين قال فيهم { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ حَقّاً } النساء 151 وهل ترى كفراً أعظم وجهلاً أبلغ من أن يسموا من صدّقه الله بوحيه كاذباً ، ويتعجبوا من التوحيد ، وهو الحق الذي لا يصحّ غيره ، ولا يتعجبوا من الشرك وهو الباطل الذي لا وجه لصحته . روي 954 أَنّ إسلام عمر رضي الله تعالى عنه فرح به المؤمنون فرحاً شديداً ، وشقّ على قريش وبلغ منهم ، فاجتمع خمسة وعشرون نفساً من صناديدهم ومشوا إلى أبي طالب وقالوا أنت شيخنا وكبيرنا ، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، يريدون الذين دخلوا في الإسلام ، وجئناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك ، فاستحضر أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك السَّواء فلا تمل كل الميل على قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ماذا يسألونني ؟ " قالوا ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلـٰهك ، فقال عليه السلام " أرأيتم إن أعطيتكم ما سألتم أمعطيّ أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ؟ " فقالوا نعم وعشراً ، أي نعطيكها وعشر كلمات معها ، فقال " قولوا لا إلــٰه إلاّ الله " فقاموا وقالوا { أَجَعَلَ ٱلأَلِهَةَ إِلَـٰهاً وَٰحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ } أي بليغ في العجب . وقرىء « عجاب » بالتشديد ، كقوله تعالى { مَكْراً كُبَّاراً } نوح 22 وهو أبلغ من المخفف . ونظيره كريم وكرام وكرام وقوله { أَجَعَلَ ٱلاٌّلِهَةَ إِلَـٰهاً وَٰحِداً } مثل قوله { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلَـئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبٰدُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَـٰثاً } الزخرف 19 في أن معنى الجعل التصيير في القول على سبيل الدعوى والزعم ، كأنه قال أجعل الجماعة واحداً في قوله ، لأنّ ذلك في الفعل محال .