Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 62-63)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ } الضمير للطاغين { رِجَالاً } يعنون فقراء المسلمين الذين لا يؤبه لهم { مّنَ ٱلأَشْرَارِ } من الأراذل الذين لا خير فيهم ولا جدوى ، ولأنهم كانوا على خلاف دينهم ، فكانوا عندهم أشراراً { أَتَّخَذْنَـٰهُمْ سِخْرِيّاً } قرىء بلفظ الإخبار على أنه صفة لـ رجالاً ، مثل قوله { كُنَّا نَعُدُّهُمْ مّنَ ٱلأَشْرَارِ } وبهمزة الاستفهام على أنه إنكار على أنفسهم وتأنيب لها في الاستخسار منهم . وقوله { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَـٰرُ } له وجهان من الاتصال ، أحدهما أن يتصل بقوله { مالنا } أي مالنا لا نراهم في النار ؟ كأنهم ليسوا فيها بل أزاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم وهم فيها قسموا أمرهم بين أن يكونوا من أهل الجنة ، وبين أن يكونوا من أهل النار . إلاّ أنه خفي عليهم مكانهم . والوجه الثاني أن يتصل باتخذناهم سخرياً ، إما أن تكون أم متصلة على معنى أي الفعلين فعلنا بهم الاستسخار منهم ، أم الازدراء بهم والتحقير ، وأن أبصارنا كانت تعلو عنهم وتقتحمهم ، على معنى إنكار الأمرين جميعاً على أنفسهم ، وعن الحسن كل ذلك قد فعلوا ، اتخذوهم سخرياً وزاغت عنهم أبصارهم محقرة لهم . وإما أن تكون منقطعة بعد مضي اتخذناهم سخرياً على الخبر أو الاستفهام ، كقولك إنها إبل أم شاء ، وأزيد عندك أم عندك عمرو ولك أن تقدّر همزة الاستفهام محذوفة فيمن قرأ بغير همزته ، لأنّ « أم » تدلّ عليها ، فلا تفترق القراءتان إثبات همزة الاستفهام وحذفها . وقيل الضمير في { وَقَالُواْ } لصناديد قريش كأبي جهل والوليد وأضرابهما ، والرجال عمار وصهيب وبلال وأشباههم . وقرىء « سخرياً » بالضم والكسر .