Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 67-70)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } أي هذا الذي أنبأتكم به من كوني رسولاً منذراً وأن الله واحد لا شريك له نبأ عظيم لا يعرض عن مثله إلاّ غافل شديد الغفلة . ثم احتج لصحة نبوّته بأنّ ما ينبىء به على الملأ الأعلى واختصامهم أمر ما كان له به من علم قط ، ثم علمه ولم يسلك الطريق الذي يسلكه الناس في علم ما لم يعلموا ، وهو الأخذ من أهل العلم وقراءة الكتب ، فعلم أنّ ذلك لم يحصل إلا بالوحي من الله { إِن يُوحَىٰ إِلَىَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ } أي لأنما أنا نذير . ومعناه ما يوحى إليّ إلا للإنذار ، فحذف اللام وانتصب بإفضاء الفعل إليه . ويجوز أن يرتفع على معنى ما يوحى إليّ إلاّ هذا ، وهو أن أنذر وأبلغ ولا أفرط في ذلك ، أي ما أومر إلاّ بهذا الأمر وحده ، وليس إليّ غير ذلك . وقرىء « إنما » بالكسر على الحكاية ، أي إلاّ هذا القول ، وهو أن أقول لكم إنما أنا نذير مبين ولا أدعى شيئاً آخر . وقيل النبأ العظيم قصـص آدم عليه السلام والإنباء به من غير سماع من أحد ، وعن ابن عباس القرآن . وعن الحسن يوم القيامة . فإن قلت بم يتعلق { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } ؟ قلت بمحذوف لأن المعنى ما كان لي من علم بكلام الملأ الأعلى وقت اختصامهم ، و { إِذْ قَالَ } بدل من { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } . فإن قلت ما المراد بالملأ الأعلى ؟ قلت أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس ، لأنهم كانوا في السماء وكان التقاول بينهم فإن قلت ما كان التقاول بينهم إنما كان بين الله تعالى وبينهم لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي قال لهم وقالوا له ، فأنت بين أمرين إما أن تقول الملأ الأعلى هؤلاء ، وكان التقاول بينهم ولم يكن التقاول بينهم وإما أن تقول التقاول كان بين الله وبينهم ، فقد جعلته من الملأ الأعلى . قلت كانت مقاولة الله سبحانه بواسطة ملك ، فكان المقاول في الحقيقة هو الملك المتوسط ، فصحّ أن التقاول كان بين الملائكة وآدم وإبليس ، وهم الملأ الأعلى . والمراد بالاختصام التقاول على ما سبق .