Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 71-74)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت كيف صحّ أن يقول لهم { إِنّى خَـٰلِقٌ بَشَرًا } وما عرفوا ما البشر ولا عهدوا به قبل ؟ قلت وجهه أن يكون قد قال لهم إني خالق خلقاً من صفته كيت وكيت ، ولكنه حين حكاه اقتصر على الاسم { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } فإذا أتممت خلقه وعدلته { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى } وأحييته وجعلته حساساً متنفساً { فَقَعُواْ } فخروا ، كل للإحاطة . وأجمعون للاجتماع ، فأفادا معاً أنهم سجدوا عن آخرهم ما بقي منهم ملك إلا سجد وأنهم سجدوا جميعاً في وقت واحد غير متفرّقين في أوقات . فإن قلت كيف ساغ السجود لغير الله ؟ قلت الذي لا يسوغ هو السجود لغير الله على وجه العبادة ، فأما على وجه التكرمة والتبجيل فلا يأباه العقل ، إلاّ أن يعلم الله فيه مفسدة فينهى عنه ، فإن قلت كيف استثنى إبليس من الملائكة وهو من الجنّ ؟ قلت قد أمر بالسجود معهم فغلبوا عليه في قوله { فَسَجَدَ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } ثم استثنى كما يستثنى الواحد منهم استثناء متصلاً { وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } أريد وجود كفره ذلك الوقت وإن لم يكن قبله كافراً لأن كان مطلق في جنس الأوقات الماضية ، فهو صالح لأيها شئت . ويجوز أن يراد وكان من الكافرين في الأزمنة الماضية في علم الله .