Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 33-35)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِى جَاء بالحق وَصَدَّقَ بِهِ } هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالصدق وآمن به ، وأراد به إياه ومن تبعه ، كما أراد بموسى إياه وقومه في قوله { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَـٰبَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } المؤمنون 49 فلذلك قال { أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } إلا أنّ هذا في الصفة وذاك في الاسم . ويجوز أن يريد والفوج أو الفريق الذي جاء بالصدق وصدق به ، وهم الرسول الذي جاء بالصدق ، وصحابته الذي صدقوا به . وفي قراءة ابن مسعود « والذين جاؤوا بالصدق وصدقوا به » وقرىء « وصدق به » بالتخفيف ، أي صدق به الناس ولم يكذبهم به ، يعني أداه إليهم كما نزل عليه من غير تحريف . وقيل صار صادقاً به ، أي بسببه لأنّ القرآن معجزة ، والمعجزة تصديق من الحكيم الذي لا يفعل القبيح لمن يجريها على يده ، ولا يجوز أن يصدق إلاّ الصادق ، فيصير لذلك صادقاً بالمعجزة ، وقرىء « وصدّق به » فإن قلت ما معنى إضافة الأسوأ والأحسن إلى الذي عملوا ، وما معنى التفضيل فيهما ؟ قلت أما الإضافة فما هي من إضافة أفعل إلى الجملة التي يفضل عليها ، ولكن من إضافة الشيء إلى ما هو بعضه من غير تفضيل ، كقولك الأشج أعدل بني مروان . وأما التفضيل فإيذان بأن السيء الذي يفرط منهم من الصغائر والزلاّت المكفرة ، هو عندهم الأسوأ لاستعظامهم المعصية ، والحسن الذي يعلمونه هو عند الله الأحسن ، لحسن إخلاصهم فيه فلذلك ذكر سيئهم بالأسوأ وحسنهم بالأحسن . وقرىء « أسوأ » الذي عملوا جمع سوء .