Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 5-5)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم دلَّ بخلق السمٰوات والأرض ، وتكوير كل واحد من الملوين على الآخر ، وتسخير النيرين ، وجريهما لأجل مسمى ، وبثّ الناس على كثرة عددهم من نفس واحدة ، وخلق الأنعام على أنه واحد لا يشارك ، قهار لا يغالب . والتكوير اللف والليّ ، يقال كار العمامة على رأسه ، وكوّرها . وفيه أوجه منها أن الليل والنهار خلفة يذهب هذا ويغشى مكانه هذا ، وإذا غشي مكانه فكأنما ألبسه ولف عليه كما يلف اللباس على اللابس . ومنه قول ذي الرمة في وصف السراب @ تَلْوِي الثَّنَايَا بِأَحْقَيْهَا حَوَاشِيَهُ لَيَّ الْمَلاَءِ بِأَبْوَابِ التَّفَارِيجِ @@ ومنها أنّ كل واحد منهما يغيب الآخر إذا طرأ عليه ، فشبه في تغييبه إياه بشيء ظاهر لف عليه ما غيبه عن مطامح الأبصار . ومنها أن هذا يكر على هذا كروراً متتابعاً . فشبه ذلك بتتابع أكوار العمامة بعضها على أثر بعض { ألا هُوَ ٱلْعَزِيزُ } الغالب القادر على عقاب المصرين { ٱلْغَفَّارُ } لذنوب التائبين أو الغالب الذي يقدر على أن يعالجهم بالعقوبة وهو يحلم عنهم ويؤخرهم إلى أجل مسمى ، فسمى الحلم عنهم مغفرة .