Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 69-70)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد استعار الله عزّ وجلّ النور للحق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل ، وهذا من ذاك . والمعنى { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ } بما يقيمه فيها من الحق والعدل ، ويبسطه من القسط في الحساب ووزن الحسنات والسيئات ، وينادي عليه بأنه مستعار إضافته إلى اسمه لأنه هو الحق العدل . وإضافة اسمه إلى الأرض لأنه يزينها حيث ينشر فيها عدله ، وينصب فيها موازين قسطه ، ويحكم بالحق بين أهلها ، ولا ترى أزين للبقاع من العدل ، ولا أعمر لها منه . وفي هذه الإضافة أن ربها وخالقها هو الذي يعدل فيها ، وإنما يجوز فيها غير ربها ، ثم ما عطف على إشراق الأرض من وضع الكتاب والمجيء بالنبيين والشهداء والقضاء بالحق وهو النور المذكور . وترى الناس يقولون للملك العادل أشرقت الآفاق بعدلك ، وأضاءت الدنيا بقسطك ، كما تقول أظلمت البلاد بجور فلان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 975 " الظلم ظلمات يوم القيامة " وكما فتح الآية بإثبات العدل ، ختمها بنفي الظلم . وقرىء « وٱشرقت » على البناء للمفعول ، من شرقت بالضوء تشرق إذا امتلأت به واغتصت . وأشرقها الله ، كما تقول ملأ الأرض عدلاً وطبقها عدلاً و { ٱلْكِتَـٰبِ } صحائف الأعمال ، ولكنها اكتفى باسم الجنس ، وقيل اللوح المحفوظ { وٱلشُّهَدآءِ } الذين يشهدون للأمم وعليهم من الحفظة والأخيار . وقيل المستشهدون في سبيل الله .