Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 100-100)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مُرَاغَماً } مهاجراً وطريقاً يراغم بسلوكه قومه ، أي يفارقهم على رغم أنوفهم . والرغم الذلّ والهوان . وأصله لصوق الأنف بالرغام - وهو التراب - يقال راغمت الرجل إذا فارقته وهو يكره مفارقتك لمذلة تلحقه بذلك . قال النابغة الجعدي . @ كَطَوْدٍ يُلاَذُ بِأَرْكَانِهِ عَزِيزِ الْمَرَاغِمِ وَالْمَذْهَبِ @@ وقرىء « مرغماً » . وقرىء { ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ } بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف . وقيل رفع الكاف منقول من الهاء كأنه أراد أن يقف عليها ، ثم نقل حركة الهاء إلى الكاف ، كقوله @ مِنْ عَنَزِيٍّ سَبَّنِي لَمْ أَضْرِبُهْ @@ وقرىء « يدركه » بالنصب على إضمار أن ، كقوله @ وَأَلْحَقُ بِالْحِجَازِ فَأَسْتَرِيحَا @@ { فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ } فقد وجب ثوابه عليه وحقيقة الوجوب الوقوع والسقوط { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } الحج 36 ووجبت الشمس سقط قرصها . والمعنى فقد علم الله كيف يثيبه وذلك واجب عليه . وروى في قصة جندب بن ضمرة أنه لما أدركه الموت أخذ يصفق بيمينه على شماله ثم قال اللَّهم هذه لك ، وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعك عليه رسولك . فمات حميداً فبلغ خبره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لو توفي بالمدينة لكان أتم أجراً ، وقال المشركون وهم يضحكون ما أدرك هذا ما طلب . فنزلت . وقالوا كل هجرة لغرض ديني - من طلب علم ، أو حج ، أو جهاد ، أو فرار إلى بلد يزداد فيه طاعة أو قناعة وزهداً في الدنيا ، أو ابتغاء رزق طيب - فهي هجرة إلى الله ورسوله . وإن أدركه الموت في طريقه ، فأجره واقع على الله .