Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 148-149)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إَلاَّ مَن ظُلِمَ } إلا جهر من ظلم استثنى من الجهر الذي لا يحبه الله جهر المظلوم . وهو أن يدعو على الظالم ويذكره بما فيه من السوء . وقيل هو أن يبدأ بالشتيمة فيرد على الشاتم { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ } الشورى 41 وقيل ضاف رجل قوماً فلم يطعموه ، فأصبح شاكياً ، فعوتب على الشكاية فنزلت ، وقرىء « إلا من ظلم » على البناء للفاعل للانقطاع . أي ولكن الظالم راكب ما لا يحبه الله فيجهر بالسوء . ويجوز أن يكون من ظلم مرفوعاً ، كأنه قيل لا يحب الله الجهر بالسوء ، إلا الظالم على لغة من يقول ما جاءني زيد إلا عمرو ، بمعنى ما جاءني إلا عمرو . ومنه { لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } النمل 65 ثم حث على العفو ، وأن لا يجهر أحد لأحد بسوء وإن كان على وجه الانتصار ، بعد ما أطلق الجهر به وجعله محبوباً ، حثاً على الأحب إليه ، والأفضل عنده والأدخل في الكرم والتخشع والعبودية ، وذكر إبداء الخير وإخفاءه تنبيهاً للعفو ، ثم عطفه عليهما اعتداداً به وتنبيهاً على منزلته ، وأن له مكاناً في باب الخير وسيطاً والدليل على أن العفو هو الغرض المقصود بذكر إبداء الخير وإخفائه قوله { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً } أي يعفو عن الجانين مع قدرته على الانتقام ، فعليكم أن تقتدوا بسنة الله .