Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 29-30)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بِٱلْبَـٰطِلِ } بما لم تبحه الشريعة من نحو السرقة والخيانة والغصب والقمار وعقود الربا { إِلا أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً } إلا أن تقع تجارة . وقرىء « تجارة » على إلا أن تكون التجارة تجارة . { عَن تَرَاضٍ مّنْكُمْ } والاستثناء منقطع . معناه ولكن اقصدوا كون تجارة عن تراض منكم . أو ولكن كون تجارة عن تراض غير منهى عنه . وقوله عن تراض صفة لتجارة ، أي تجارة صادرة عن تراض . وخص التجارة بالذكر . لأنّ أسباب الرزق أكثرها متعلق بها . والتراضي رضا المتبايعين بما تعاقدا عليه في حال البيع وقت الإيجاب والقبول ، وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى . وعند الشافعي رحمه الله تفرّقهما عن مجلس العقد متراضيين . { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } من كان من جنسكم من المؤمنين . وعن الحسن لا تقتلوا إخوانكم ، أو لا يقتل الرجل نفسه كما يفعله بعض الجهلة . 270 وعن عمرو بن العاص أنه تأوله في التيمم لخوف البرد فلم ينكر عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم . وقرأ علي رضي الله عنه « ولا تقتلوا » بالتشديد { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } ما نهاكم عما يضركم إلا لرحمته عليكم . وقيل معناه أنه أمر بني إسرائيل بقتلهم أنفسهم ليكون توبة لهم وتمحيصاً لخطاياهم ، وكان بكم يا أمة محمد رحيماً حيث لم يكلفكم تلك التكاليف الصعبة . { ذٰلِكَ } إشارة إلى القتل ، أي ومن يقدم على قتل الأنفس { عُدْوٰناً وَظُلْماً } لا خطأ ولا اقتصاصاً . وقرىء « عدواناً » بالكسر . و « نصلَيه » بتخفيف اللام وتشديدها . و « نصليه » بفتح النون من صلاة يصليه . ومنه شاة مصلية ، « ويصليه » بالياء والضمير لله تعالى ، أو لذلك ، لكونه سبباً للصلي { نَارًا } أي ناراً مخصوصة شديدة العذاب { وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } لأنّ الحكمة تدعو إليه ، ولا صارف عنه من ظلم أو نحوه .