Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 26-28)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيّنَ لَكُمْ } أصله يريد الله أن يبين لكم فزيدت اللام مؤكدة لإرادة التبين كما زيدت في لا أبالك ، لتأكيد إضافة الأب . والمعنى يريد الله أن يبين لكم ما هو خفي عنكم من مصالحكم وأفاضل أعمالكم ، وأن يهديكم مناهج من كان قبلكم من الأنبياء والصالحين والطرق التي سلكوها في دينهم لتقتدوا بهم { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } ويرشدكم إلى طاعات إن قمتم بها كانت كفارات لسيآتكم فيتوب عليكم ويكفر لكم { وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أن تفعلوا ما تستوجبون به أن يتوب عليكم { وَيُرِيدُ } الفجرة { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } وهو الميل عن القصد والحق ، ولا ميل أعظم منه بمساعدتهم وموافقتهم على اتباع الشهوات . وقيل هم اليهود . وقيل المجوس كانوا يحلون نكاح الأخوات من الأب وبنات الأخ وبنات الأخت ، فلما حرمهنّ الله قالوا فإنكم تحلون بنت الخالة والعمة ، والخالة والعمة عليكم حرام ، فانكحوا بنات الأخ والأخت ، فنزلت ، يقول تعالى يريدون أن تكونوا زناة مثلهم يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ إحلال نكاح الأمة وغيره من الرخص { وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاً } لا يصبر عن الشهوات وعلى مشاق الطاعات . وعن سعيد بن المسيب ما أيس الشيطان من بني آدم قط إلا أتاهم من قبل النساء ، فقد أتى عليّ ثمانون سنة وذهبت إحدى عينيّ وأنا أعشو بالأخرى . وإن أخوف ما أخاف عليّ فتنة النساء . وقرىء « أن يميلوا » بالياء . والضمير للذين يتبعون الشهوات . وقرأ ابن عباس « وخلق الإنسانَ » على البناء للفاعل ونصب الإنسان وعنه رضي الله عنه ثمان آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت { يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيّنَ لَكُمْ } ، { وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } ، { يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ } ، { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ } النساء 31 ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } النساء 40 ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } النساء 48 { ومَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ } النساء 110 ، { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } النساء 147 .