Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 33-33)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مّمَّا تَرَكَ } تبيين لكل ، أي ولكل شيء مما ترك { ٱلْوٰلِدٰنِ وَٱلاْقْرَبُونَ } من المال جعلنا موالي وراثاً يلونه ويحرزونه أو ولكل قوم جعلناهم موالي ، نصيب مما ترك الولدان والأقربون على أن { جَعَلْنَا مَوَالِىَ } صفة لكل ، والضمير الراجع إلى كل محذوف ، والكلام مبتدأ وخبر ، كما تقول لكل من خلقه الله إنساناً من رزق الله ، أي حظ من رزق الله ، أو ولكل أحد جعلنا موالي مما ترك ، أي ورّاثاً مما ترك ، على أن من صلة موالي ، لأنهم في معنى الورّاث ، وفي ترك ضمير كلّ ، ثم فسر الموالي بقوله { ٱلْوٰلِدٰنِ وَٱلأَقْرَبُونَ } كأنه قيل مَنْهم هم ؟ فقيل الوالدان والأقربون { وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ } مبتدأ ضمن معنى الشرط . فوقع خبره مع الفاء وهو قوله { فآتوهم نصيبهم } ويجوز أن يكون منصوباً على قولك زيداً فاضربه ، ويجوز أن يعطف على الوالدان ، ويكون المضمر في فآتوهم للموالي ، والمراد بالذين عاقدت أيمانكم موالي الموالاة كان الرجل يعاقد الرجل فيقول دمي دمك ، وهدمي هدمك ، وثأري ثأرك ، وحربي حربك ، وسلمي سلمك ، وترثني وأرثك . وتطلب بي وأطلب بك ، وتعقل عني وأعقل عنك ، فيكون للحليف السدس من ميراث الحليف ، فنسخ . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب يوم الفتح فقال 271 " ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ، فإنه لم يزده الإسلام إلا شدة ، ولا تحدثوا حلفاً في الإسلام " وعند أبي حنيفة لو أسلم رجل على يد رجل وتعاقدا على أن يتعاقلا ويتوارثا صح عنده وورث بحق الموالاة خلافاً للشافعي . وقيل المعاقدة التبني . ومعنى عاقدت أيمانكم عاقدتهم أيديكم وما سحتموهم . وقرىء « عقّدت » بالتشديد والتخفيف بمعنى عقدت عهودهم أيمانكم .