Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 40-42)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الذرّة النملة الصغيرة . وفي قراءة عبد الله « مثقال نملة » ، وعن ابن عباس أنه أدخل يده في التراب فرفعه ثم نفخ فيه فقال كل واحدة من هؤلاء ذرة . وقيل كل جزء من أجزاء الهباء في الكوة ذرة . وفيه دليل على أنه لو نقص من الأجر أدنى شيء وأصغره ، أو زاد في العقاب لكان ظلماً ، وأنه لا يفعله لاستحالته في الحكمة لا لاستحالته في القدرة { وَإِن تَكُ حَسَنَةً } وإن يكن مثقال ذرّة حسنة وإنما أنث ضمير المثقال لكونه مضافاً إلى مؤنث . وقرىء - بالرفع - على كان التامة { يُضَـٰعِفْهَا } يضاعف ثوابها لاستحقاقها عنده الثواب في كل وقت من الأوقات المستقبلة غير المتناهية . وعن أبي عثمان النهدي أنه قال لأبي هريرة 278 بلغني عنك أنك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الله تعالى يعطي عبده المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة " قال أبو هريرة لا ، بل سمعته يقول إن الله تعالى يعطيه ألفي ألف حسنة ثم تلا هذه الآية . والمراد الكثرة لا التحديد { وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } ويعط صاحبها من عنده على سبيل التفضل عطاء عظيماً وسماه أجراً لأنه تابع للأجر لا يثبت إلا بثباته . وقرىء « يضعفها » بالتشديد والتخفيف ، من أضعف وضعف وقرأ ابن هرمز « نضاعفها » بالنون { فَكَيْفَ } يصنع هؤلاء الكفرة من اليهود وغيرهم { إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } يشهد عليهم بما فعلوا وهو نبيهم ، كقوله { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ } المائدة 117 . { وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـؤُلاءِ } المكذبين { شَهِيداً } وعن ابن مسعود 279 أنه قرأ سورة النساء على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ قوله { وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـؤُلاء شَهِيداً } فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال « حسبنا » { لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلاْرْضُ } لو يدفنون فتسوى بهم الأرض كما تسوى بالموتى . وقيل يودّون أنهم لم يبعثوا وأنهم كانوا والأرض سواء وقيل تصير البهائم تراباً ، فيودّون حالها { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } ولا يقدرون على كتمانه لأن جوارحهم تشهد عليهم . وقيل الواو للحال ، أي يودون أن يدفنوا تحت الأرض وأنهم لا يكتمون الله حديثاً . ولا يكذبون في قولهم { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } الأنعام 23 ، لأنهم إذا قالوا ذلك وجحدوا شركهم ، ختم الله على أفواههم عند ذلك ، وتكلمت أيديهم وأرجلهم بتكذيبهم والشهادة عليهم بالشرك فلشدة الأمر عليهم يتمنون أن تسوى بهم الأرض وقرىء « تسوى » ، بحذف التاء من تتسوى . يقال سويته فتسوّى نحو لويته فتلوى . وتسوى بإدغام التاء في السين ، كقوله { يِسْمَعُون } الصافات 8 ، وماضيه أسوى كأزكى .